play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الجمعة ٢٥ شباط ٢٠٢٢ - 07:25

المصدر: صوت لبنان

الديبلوماسية بعد العسكرية

كما فعلها في ال ٢٠٠٨ في جيورجيا، وكما فعلها في ال٢٠١٤ في شبه جزيره القرم التي سلخها عن اوكرانيا وضمها الى الاراضي الروسية، وبعد ثماني سنوات، كانت الثالثة كما الثانية من نصيب أوكرانيا، ودائماً الدفاع جاهز لدى فلاديمير بوتين، حماية الانفصاليين الروس. ودائماً يعتمد الضربات السريعة. خمسة أيام فقط من المعارك في أوسيتيا الجنوبية ومئة ألف قتيل.
معركة كييف هذه المرة تتجاوز مناطق الانفصاليين لتستهدف اوكرانيا الدولة والنظام، ولتمنع اوروبا وحلف الناتو من تهديد روسيا على حدودها. وبدل أن يصل حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي الى مشارف روسيا، أراد بوتين أن يدافع عن روسيا من الأراضي الاوكرانية. هنا يجب ألا ننسى مسألة أن أوكرانيا مرشحة لعضوية حلف شمال الاطلسي، وأن لها حدوداً مشتركة مع خمس دول اوروبية: بولونيا، سلوفاكيا، هنغاريا، رومانيا ومولدافيا . وهي دول أعضاء في حلف شمال الاطلسي وايضاً في الاتحاد الاوروبي باستثناء مولدافيا.
بوتين يهين الذكاء الدولي بادعائه أن عملية أوكرانيا تهدف الى وقف الابادة ووقف التهديد، يريد أوكرانيا دولة منزوعة السلاح وغير نازية، قالها بوضوح:
‏démilitarisation et dénazification”
أي ابادة؟ وهل أوكرانيا التي لا تملك السلاح النووي قادرة على تهديد الدب الروسي؟ أذكرّ بأن أوكرانيا تخلت عن سعيها لامتلاك السلاح النووي وعلى هذا الاساس ضمنت موسكو وواشنطن أمنها واستمرارها. وأي نازية والرئيس الأوكراني Volodymr Zelensky من أصل يهودي؟
الواضح أن بوتين يعيش نوستالجيا القياصرة والامبراطورية الروسية وليس فقط الاتحاد السوفياتي. الهدف الآني السريع تطويع النظام في اوكرانيا ودخول كييف او الضغط العسكري عليها بما يكفل هروب الرئيس الاوكراني، وتحويل المظام من حليف للغرب الى موال لروسيا، وعندها، وعندها فقط، يصبح بوتين مستعداً للديبلوماسية والتفاوض.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها