play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٣ - 07:43

المصدر: صوت لبنان

الرئيس الزبّال

أن ترى رئيس الحكومة في مكتبه في السراي بكامل أناقته، فهذا مشهد يومي أقل من عادي. لكن أن ترى رئيس الحكومة في الشارع تحت المطر وفوق السيول وبالجينز ، فذاك مشهد غير مألوف في لبنان. وأن تراه في وسط زباليّن حملة المكانس والمشافط، فهذا هو المشهد. هذا أولاً اعتراف بأن الزبّال وماسح الأحذية صاحبا كرامة تفوق بعض لابسي ربطات العنق. هذا اعتراف ثانياً بأن الزبّال حاجة أكثر من ملحة، وعلى الأكيد حاجة للبلد أكثر من حاجته للسياسيين.
لماذا؟ لأن الزبّال ينظًف والسياسي يوظّف، يوظف مصالحه في الدولة، يوظف حاشيته في الادارة، يوظف ثروته في المصارف في وقتِ الفوائدِ العالية ويهربّها في وقتٍ لم يعد فائدة من بنوك لبنان.
لماذا؟ لأن الزبّال يكنّس والسياسي يدّنس، يدّنس الدستور ولا ينتخب رئيساً، يمدّد لمجلس النواب، يمدّد لرئيسين للجمهورية من أصل خمسة رؤساء بعد الطائف بعد اغتيال الأول منهم.
دولة الرئيس ميقاتي، استعر مكنسة عيارة لأن الزبّال حريص على مكنسته، لا يأتمنها بأيدي غيره خوفاً من مصادرتها ووقف عملها فتلتحق المكنسة بسائر المسؤولين العاطلين بالمعنيَيْن، العاطلين والعاطلين عن العمل، بدل أن تلاحقهم وتكنسّهم. استعر المكنسة لأن الزبّال لا يعيرها بسهولة لأنها خاصتُه، يفهم عليها وتفهم عليه، يتآمر معها على الأوساخ ويأمرها بالتنظيف، وابدأ الكنس ولا تتوقف مهما كانت العوائق والعواقب، وإلا سلّم المكنسة لرئيس جمهورية تكون أولى صفاته خبرته في الكنس والشطف.
كم يحتاج البلد الى رئيس جمهورية ورئيس مجلس ورئيس حكومة ووزراء ونواب واداريين زبّالين وكنّاسين.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها