الرحيل يساوي الاعتذار

من المفترض أن تكون فاجعة التليل دافعاً لتسريع التأليف الا اذا كان كلام الرئيس سعد الحريري الذي دعا فيه رئيس الجمهورية الى ان يرحل، كلاماً قاله لعون ليسمعه ميقاتي فيعتذر، أو على الأقل لا يؤلف. واذا كانت عقد المالية والداخلية والعدلية قد حلت، الاولى ثبتت للشيعة وليوسف خليل تحديداً، والثانية للسنّة، والثالثة لرئيس الجمهورية، الا ان توزيع الوزارات الخدماتية برز كمطب جديد في ضوء الاتجاه الى سحب وزارة الصحة من حزب الله واستبدالها بوزارة الأشغال، واشتراط تيار المردة حصوله على حقيبتين واحدة خدماتية بامتياز، وعدم رضا التقدمي عن تنحية الدروز عن وزارة الشؤون من دون معرفة البديل الصالح. المصادر المواكبة في مطبخ التأليف ترى أن التوزيع الخدماتي لن يشكل حاجزاً أمام التأليف بعد نجاح رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في تذليل عقد الوزارات السيادية، الأمر الذي كان متعذراً مع الرئيس الحريري.
يبقى سؤال، هل ان موقف سعد الحريري الداعي الى رحيل رئيس الجمهورية اقتضته فاجعة عكار، وهل يصرف فقط في التليل أم له دلالاته السياسية الأوسع، وفي الحالة الأخيرة هل اتخذ الحريري هذا الموقف لمنع الرئيس ميقاتي من التأليف، اذ كيف سيؤلف وأحد أعضاء نادي رؤساء الحكومات السابقين يطالب الشريك في التأليف بالرحيل؟ علامة استفهام كبيرة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها