فرانسوا ضاهر

الخميس ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٣ - 13:49

المصدر: صوت لبنان

السؤال الأكبر

السؤال الأكبر المطروح،

هل مطلوب من لبنان أن يدفع ثمن الصراع العربي الاسرائيلي وأقله ثمن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ؟؟

أي أن يكون رأس حربة في المواجهة العسكرية بين القوى الممانعة التي ترمي الى إزالة الكيان الصهيونى ودولة إسرائيل من المنطقة العربية،
والمشروع الغربي الذي يرمي الى حماية هذا الكيان على حساب حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ؟؟

لبنان بلد مضيف للشعب الفلسطيني منذ سنة ١٩٤٨ وقد تحمّل وزر وأعباء هذه الاستضافة وما زال حتى تاريخه،

كما واجه إنقلاب الفلسطينيين على كيانه، كبلد مضيف لهم، كذلك زعزعة ميثاق العيش المشترك فيه على يدهم والتعرّض لنظامه السياسي بدعم منهم، سنة ١٩٧٥، وعانى من إجتياح إسرائيل لأراضيه سنة ١٩٧٨ وبعد ذلك سنة ١٩٨٢، بفعل إنطلاق الأعمال الحربية التي رمت الى تحرير فلسطين من تلك الأراضي، مع ما إستتبع ذلك من تكلفة وتعقيدات في الداخل اللبناني على كافة المستويات،

فهل يُعقل أن يُحمّل لبنان اليوم عواقب الصراع بين المشروعين ؟؟

وهل يُعقل أن يكون اللبنانيون منقسمون حول هذا السؤال ؟؟

وهل يُعقل أن تتبنّى المقاومة اللبنانية، المؤتمنة على مؤازرة القوى الشرعية في حماية السيادة الوطنية، مشروع دولة أجنبية يرمي الى محو
الكيان الاسرائيلي عن خريطة الكرة الأرضية، حتى ولو جاءت كلفة هذا المشروع على حساب وطنها وناسه ؟؟

إن الصراع العربي الاسرائيلي او حتى الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو أكبر من قدرات لبنان،
البلد المتهالك والمصدّع في كل مرتكزاته ومؤسساته. حتى أن البلاد العربية المعنية تاريخياً به والمقتدرة سياسياً ومالياً هي غير متفقة في ما بينها على كيفية معالجته. بل هي منقسمة بين المشروعين اللذين يتنازعانه.

فعلى اللبنانيين السيادييّن الشرفاء أن ينأوا عن بلدهم تمركز هذا الصراع وهذه المواجهة على أراضيه، وأن لا يستوردوا من الخارج عقائد تزعزع كيانه وتضعه في مهب العاصفة وتجعل من شعوبه وقوداً للصراعات الإقليمية والطائفية الجارية في المنطقة،

ولا يشكّل ما تقدّم، على الإطلاق، تنكّراً لأحقية القضية الفلسطينية ولا تعاطفاً مع دولة إسرائيل، بل حماية للكيان وحفاظاً على السيادة الوطنية وتعاضداً مع قدرات ألشعب اللبناني بالأولوية على أي إعتبار خارجي. سيما وإن لبنان كان وما يزال بلداً مضيفاً للشعب الفلسطيني مع كل ما تستلزمه هذه الاستضافة من أعباء.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها