السيّد، ضابط نشيط وجريء

في القمة السادسة بين الرئيسين أمين الجميّل وحافظ الأسد والتي تخللها أربع جلسات، أعلن الرئيس اللبناني لنظيره السوري أنه مصمم على الذهاب في علاقة لبنان بسوريا بقدر ما تسهّل دمشق ثلاث قضايا: إعادة المهجرين وخصوصاً المسيحيين الى إقليم الخروب وشرق صيدا، خلط ألوية الجيش ونشره توطئة لانسحاب الجيش السوري وبدء مسيرة الإصلاح والاعمار. كان موقف الأسد ملتبساً، تارة يقول ان لا ثقة بالجيش وطوراً ان القيادات اللبنانية تطالب باستقالة الجميّل أمثال نبيه بري ووليد حنبلاط وأيضاً روبير فرنجية الذي زار الرئيس السوري وطلب منه تسهيل اقالة الرئيس أمين الجميّل، الأمر الذي تقف دمشق حائلاً بوجهه. لم يكن الرئيس السوري في وارد أي حل في لبنان خاصة بعد استدعائه الى موسكو وتأنيبه بشأن الحرب التي شنّها على المخيمات الفلسطينية في لبنان. وكان رئيس فرع مديرية المخابرات في البقاع الرائد جميل السيّد، الضابط النشيط والجريء كما يصفه الرئيس الجميّل، قد أخطر الرئيس اللبناني بأن الرئيس السوري لم يكن في إجازة في بلودان كما ادعت السلطات السورية، بل اختلى لنفسه لفترة غير قصيرة بسبب اللقاءات غير المريحة مع القيادة السوفياتية على خلفية حرب المخيمات.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها