play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٠ - 08:32

المصدر: صوت لبنان

الضرب في لبنان الميت…حلال

مارونيان، قائدان للجيش، رئيسا جمهورية هزا عرفاً مارونياً وطنياً. اميل لحود الذي قاطع دون عذر قداس مار مارون، وميشال عون الذي قاطع بذريعة الوباء قداس الميلاد في بكركي. الأول فعلها في عهد الكارينال صفير الذي لم يصغرً عقله ويردّ له الصاع صاعين منتصراً لمنع تقصير الولاية وإجبار رئيس الجمهورية الماروني على الاستقالة او الاقالة. والثاني منذ أيام، وتصرفه يذكرّ بتلميذ كسول يلجأ الى طبيب الحي ليستحصل على تقرير طبي مزور بعشر ليرات تبريراً لغيابه عن الصف. إميل لحود لم يدعِّ المرض. إميل لحود تمرّد. ميشال عون تمارض وكسر تقليداً بمثابة العرف الدستوري. وتقولون بعد موارنة.
قديماً كانت الحروب تجمع العرب والسلام يفرقهم. وكان لبنان يدفع الثمن في الحالتين. حديثاً صار السلام يجمع العرب وبقيت حروبهم تفرقهم، وبقي لبنان يدفع الثمن. وفي كل حين، كانت حروب الموارنة تفرّق المسيحيين وتهجرهم وتخسرّهم صلاحياتهم ونفوذهم.
واليوم وبعدما كان لبنان متنفس العرب في حروبهم، صار متنفس حروب المنطقة. اسرائيل تغير على مصياف السورية من الجو اللبناني. ايران تردّ من جنوب لبنان ولو بعد حين. سفراء الخليج يهجرون بيروت، بل يُهَجَرّون من بيروت بسبب اختفاء الدولة المعتمدين لديها ورفضهم تقديم أوراق اعتمادهم للحزب-الدولة أو لدولة الحزب. واليوم أيضاً، تخاض كل المعارك السياسية من وراء خطوط الحكومة، وتستنفر العصبيات، وتستخرج المفردات من تحت الزنار، وتجند كلها في عملية تعطيل تأليف الحكومة، كل هذا للحصول على خزانة فارغة وبندقية غير محشوة ومدفع أكله الصدأء. واذا بقي الأمر على هذا المنوال، لن يبقى سفير لا عربي ولا أجنبي، سنصبح أمام قائمين بالأعمال، اذا بقوا، وحكومة تصريف أعمال، اذا سمح لها ان تصرّف. كما لن يبقى على أرض لبنان لبناني، لا مسيحي ولا مسلم، فاشبعوا من ودائع الناس، واحكموا بلداً من دون ناس، حتى الضرب في الميت ترونه حلالاً لا حراماً. المهم إنفاذ أمر الحاكم بأمر الله الفاطمي وإنزال الألف سوط عداً ونقداً ولو بعد ثبوت الوفاة، ولو على جثة لبنان الهامدة. تغيّر العهد الفاطمي ولم يتغيّر الكرباج. لم يتغيّر ضرب الميت. ويبقى في قاموسهم الضرب في لبنان الميت، حلالاً.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها