فرنسوا ضاهر

الأحد ١٦ أيار ٢٠٢١ - 11:09

المصدر: صوت لبنان

العرقلة المتعمّدة في تأليف حكومة جديدة

إن العرقلة المتعمّدة في تأليف حكومة جديدة للبنان،
تهدف: الى إبقاء الأوضاع على حالها،
والى تركها تتفاقم وتتفاعل،
كما الى إفراغ البلد من مدّخراته واحتياطه،
والى إسقاط كل قطاعاته الحيويّة، وبخاصة
الإستشفائية والجامعية والتعليمية والثقافية
والمعيشية.

وإن هذا التعمّد بالإستمرار في الإنهيار الشامل
يرمي في المحصّلة الى تغيير الهوية اللبنانية، وهدم
مرتكزات الكيان، واستبدالها بميثاق وطني جديد،
يستند الى حلف الأقليات.
والى إتباع البلد سياسياً واقتصادياً ومالياً ومعيشياً
الى مدار نظام الممانعة الذي محوره النظام الإيراني.

والملفت أن المعارضين العلنيين لهذا المشروع
التحوّلي للكيان اللبناني بدلاً من أن يعرقلوا
إنسيابيته، ويطرحوا الخيارات التي تعيق مساره،
نراهم يمتنعون عن مشاكسته، ويرجئون مواجهته
فعلاً لما بعد الإنتخابات النيابية المقبلة.

علماً أنه بات بيد الأكثرية الحاكمة التحكّم
بإتمام تلك الإنتخابات أو إرجائها.

علماً أيضاً أن القانون الإنتخابي الحالي، وفق
تركيبته، وفيما لو تمّ إجراء تلك الإنتخابات،
لن يمكِّن معارضو تلك المنظومة من اكتساح
الأكثرية المطلقة في المجلس النيابي.

بخاصة وأن تلك المنظومة تتمتّع بقدرات مالية هائلة،
وبزبائنية سياسية، وبمواقع نفوذ في مؤسسات الدولة،
ما يجعلها متحكّمة بنتائج تلك الإنتخابات.

بحيث إنه للخروج من هذه المعادلة المصيريّة،
لا بدّ من أن تكثِّف المعارضة مواجهتها للمنظومة
الحاكمة، وأن تستعمل كلّ الوسائل المتاحة شرعاً،
كي تسعى الى انتزاع حكومة من المستقلّين،
تفوَّض بصلاحيات تشريعية في مجال الإصلاح
الإداري والإنقاذ المالي والإقتصادي وبإقرار قانون
إنتخابي جديد، قائم على النظام الأكثري بدوائر
صغرى، تُجرى في ظلِّه الإنتخابات النيابية المقبلة.

على اعتبار أنه بهكذا قانون إنتخابي، يمكن تولّد
معارضة شعبية عارمة لدى كلّ الطوائف وفي كلّ
المناطق بوجه المنظومة الحاكمة، وصولاً الى استيلاد
طبقة سياسية جديدة تولّى إصلاح البلاد وتحصين
كيانها وسيادتها.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها