play icon pause icon
منى فياض

منى فياض

الأثنين ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٣ - 08:36

المصدر: صوت لبنان

الغرب المتواطئ وايران التي تسترد اموالها دما فلسطينيا وعربيا

إسرائيل دولة غاصبة، محتلة مارست جميع أنواع الانتهاكات والاعتداءات التي لا توصف بأقل من الإرهاب تجاه أصحاب اكثر قضية محقة في العالم. تعرّض الفلسطينيين لأغرب احتلال في ظل نشوء الدولة – الوطنية الحديثة التكوين، وتم تشريده والاعتداء على ارضه ومقدساته ويحرم من حقه بوطن حر ومستقل، بتواطؤ غربي موصوف.
ما قامت به حماس في عملية “طوفان الأقصى”، كان عملية نوعية غير مسبوقة شكلت ضربة معنوية كبرى تسببت بخسائر ضخمة وزعزعت معنويات جيش قيل انه لا يقهر وبرهنت عن فشل مخابراتي دحض كل دعاياتهم بالتفوق.
لكن السؤال البارد البراغماتي، ماذا عن اليوم التالي؟ ما الذي تريد تحقيقه حماس؟ هل القضاء على إسرائيل كما تعلن؟ وهل ستتمكن من ذلك حقاً بهذه الحرب؟ أم تريد حصر القرار الفلسطيني في يدها؟ ما هو مطلبها السياسي؟
لم تعلن حماس انها تريد تحقيق مطلب الفلسطينيين والعرب بحل الدولتين وتطبيق قرارات الشرعية الدولة وحفظ حقوق الفلسطينيين بوطن حر سيد مستقل. أي تطبيق مقررات قمة 2002 في بيروت.
من جهة أخرى، أظهرت هذه العملية استعادة الغربيين لوجههم الاستعماري والعنصري تجاه الفلسطينيين والعرب عموماً، فدعموا إسرائيل بشكل مطلق لذهولهم ورفضهم لإصابة أي إسرائيلي، متغاضين عن كل الضحايا الفلسطينيين والانتهاكات على أنواعها، خصوصاً منذ تسلم حكومة نتنياهو الأخيرة وممارساتها الفاشية وانتهاكها لحياة الفلسطينيين وحقوقهم ومقدساتهم الإسلامية والمسيحية. يدين الغرب سقوط مدنيين إسرائيليين ويترك إسرائيل تمارس حرب إبادة بمحاصرتها غزة بهذا الشكل، ولا تتصرف كدولة تحترم القانون الدولي ولا المواثيق المتعلقة بقواعد الحروب.
الازدواجية الغربية اظهرتها الولايات المتحدة بأنقى صورها، وكالعادة تهتم بانتخاباتها اكثر من اهتمامها حياة البشر، فأعطت إسرائيل الضوء الاخضر كي تتصرف بوحشية بأسوأ مما تصف به حركة حماس، أي كمجموعة إرهابية داعشية لا تلتزم بأي شروط إنسانية تجاه الفلسطينيين الأبرياء وعزّل، فتهدم بيوتهم وتقطع عنهم ابسط شروط العيش من كهرباء ودواء وتريد طردهم وإحداث نكبة جديدة كما حدث في ال 48 و67.
أما إيران التي شجعت حماس ورعتها وتسببت بانقسام الساحة الفلسطينية الذي شكل خدمة لإسرائيل، فتمارس ازدواجية موصوفة، من جهة تعلن احتلال العواصم العربية والإمساك بقرارها، وتمول حماس وتدربها وتلتقي قادتها وتنسق معهم وتجتمع بهم في بيروت علناً وسراً. وتتبرأ من مسؤوليتها أو علمها بالعملية، وان أي اعتداء عليها سوف يكون الرد عليه من المقاومات التي أنشأتها وعلى رأسها حزب الله.
إيران هذه تحسن تمويل الميليشيات العربية لتحصل على النفوذ، وتسترجع تلك الأموال على شكل دماء عربية مهدورة دفاعاً عن نظامها، الذي يقمع شعبه ويفقره ويصادر حقوقه.
كل ذلك عطّل المسار السلمي الذي كانت السعودية قد بدأته ودخلنا سياق من الضبابية واحتمالات العودة الى المربع الأول.
امام كل ذلك، تدعم غالبية الشعب اللبناني الشعب الفلسطيني وحقه بدولة وحياة لائقة،
مع إبقاء الشعب اللبناني خارج المعركة، لأنه سبق ودفع الاثمان الكافية عن الفلسطينيين وعن العرب مجتمعين.
لا حل الا الحل السلمي، ويجب الضغط على جميع مكونات الشرعية الدولية لتحقيق ذلك. وإلا فالخراب العميم.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها