الياس الزغبي

الثلاثاء ١٠ كانون الثاني ٢٠٢٣ - 11:43

المصدر: صوت لبنان

الفراغ قاتل الصلاحيات

يجوع الناس،
يعطشون،
يغرقون في العتمة،
تتبخّر معاشاتهم ومدّخراتهم،
تُقفل مدارسهم ومؤسّساتهم،
ييأسون ويهاجرون…
كلّ هذا لا يهمّ الساسة الجبابرة “الأفذاذ”.
ما يهمهم هو من يصرخ قبل الآخر في عضّ الأصابع على الصلاحيات والدستور والمراسيم وجلسات الحكومة ونهم الرئاسة وبواخر الصفقات وتعميم الكيديات.
يتصرفون وكأنّ الفراغ قدرُ لبنان ومستقبلُه الثابت، يرتكبونه مرةً بعد مرة، ويملأونه بمصالحهم وحساباتهم فقط لا غير.
فهل يُدركون أن لا خوف على الصلاحيات إلّا في حال الفراغ الذي يكرّرون ويستطيبون؟
وحده الفراغ يقتل الصلاحيات.
وهل يعلمون أن الجائع والخائف واليائس
لا يعنيه كلّ هديرهم في طاحونة الشراكة والتوازن وخدعة “بناء الدولة”، ولا يسمع طنينهم حول صمود “التفاهم” أو سقوطه؟
ولا يأبه للصراع على لعبة “تقويم الكلام”!؟
إذا كانوا فعلاً حريصين على “الصلاحيات والحقوق” فليذهبوا إلى سدّ الفراغ بانتخاب رئيس للجمهورية، وليخرجوا من مستنقع التعطيل المتمادي، سواءٌ بالورقة البيضاء، أو بالحوارات الجوفاء، أو بشرذمة الأسماء.
إنهم، قبل سواهم، ضحايا مناوراتهم المكشوفة.
فهل يتوقّفون عن غيّهم،
تحت خواء “الذكاء السياسي” الخائب!؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها