الفرصة الذهبية

الدولة تسير بتكتم شديد. لا أحد يعرف اين اصبح التأليف، لا بماذا يقبل رئيس الجمهورية ولا ماذا فعل الرئيس المكلف بين الامارات ومصر وتركيا وفرنسا.

خلاف الرجلين على الصلاحيات الدستورية من شأنه أن يبقي لبنان تحت الوصاية ويستعيد الزمن السوري مع فارق استبدال بزة غازي كنعان او رستم غزالي العسكرية الاستخباراتية بربطة عنق غربية، فرنسية-أميركية، او بزي اقليمي، خليجي-فارسي، أو بتدبير تسووي في نهاية المطاف.

حتى الآن، ح-ز-ب ا-ل-ل-ه هو من يمتلك القرار الأخير، حتى لو تفاهم الرئيسان عون والحريري، يبقى الفيتو بيد ح-ز-ب ا-ل-ل-ه القادر في أي وقت على التلويح بورقة الميثاقية الشيعية باسمه وباسم أمل.

وساذج من يعتبر ان حزب الله حقق كل هذه المكاسب السياسية الوجودية على مدى سنوات ضوئية ليتنازل عنها طوعاً للناظر الفرنسي، أو كرمىً لعيون الرئيس الحريري لزوم تسهيل التأليف. في زمن حل الميليشيات، حمت سوريا حزب الله فلم يسلّم سلاحه أسوة بغيره. تلك كانت الفرصة الذهبية التي فوتها الرئيسان الهراوي والحريري الأب.

واليوم ح-ز-ب ا-ل-ل-ه قادر أن يحمي نفسه بنفسه ولا لزوم لتدخل ايران لحماية سلاحه الايراني، ولن يرمي بالتالي وجوده العسكري والسياسي في سلة مهملات غربية، الا في إطار حل كبير بين الولايات المتحدة وايران. في العام ١٩٩٠، لم يسلم ح-ز-ب ا-ل-ل-ه سلاحه للدولة. وفي العام ٢٠٢١، لن يسلم مناصبه في الدولة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها