جورج يزبك

الثلاثاء ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 07:25

المصدر: صوت لبنان

الفك العلوي والفك السفلي

الدولة قائمة على التشليح، رئيس المجلس شلحّ رئيس الجمهورية حقه الدستوري بعقد المفاوضات ففاوض الاميركيين على اتفاق الاطار حول الترسيم البحري قبل ان يعود عون ويشلح بري هذا الامتياز ويعيده الى مثواه ويعيّن أعضاء الوفد المفاوض. ورئيس الجمهورية شلحّ مجلس النواب حقه بالتكليف وشلحّ الرئيس المكلف حقه بالتأليف، قبل أن يعود سعد الحريري ويشلحّ المجلس وميشال عون حقهما الدستوري فيستبق الاستشارات النيابية بتكليف نفسه، وبستبق التأليف باعطاء المال للثنائي وبتبني الورقة الفرنسية كبيان وزاري لحكومته.
لكنّ التشليح الأكبر هو تشليح الزعماء دولتهم كل ما تملك من أموال ومدخرات وثروات في الخزائن والشنط، في الوزارات والادارات، في مصرف لبنان والمصارف من خلال حركة إياب لأموالهم من سويسرا الى بيروت للاستفادة من الفوائد العالية، ثم حركة ذهاب من بيروت الى سويسرا تهريباً لها من الأزمة الخانقة. فمنشارهم يأكل بالاتجاهين ولا يشبع، ويلعق بالشفتين، الفك العلوي Maxilla يستغل هندسات المصرف المركزي المدار من غير أمانة وسلامة، والفك السفلي Lower Jaw القابل بصفر فائدة في سويسرا ولشتنشتاين وباناما وجرسي وأي جنة ضريبية آمنة. ويلحس باللسانين بائعاً كلاماً مع السلطة وآخر مع الثورة، المهم الثروة، يشتري من السلطة دون ان يدفع ويبيع الثورة دون أن يشفع.
الى المسؤولين، ان زميلكم بوريس جونسون يفكر بالاستقالة من رئاسة وزراء بريطانيا لأن راتبه لا يكفيه. سينصرف لالقاء محاضرات مدفوعة. لكن أنتم ما محاضراتكم، أفي العفة أم في العفرتة، أفي البياض أم في التبييض، أفي وداعتكم أم في ودائعكم؟ إن فاقد الشيء لا يعطيه.
أما السطو الأكبر فبحق الشعب الذي جردّته دولته من أبسط الحقوق، شلحّته حتى الحلم، ممنوع عليك أيها اللبناني أن تحلم بحياة شبه عادية قبل خمس سنوات، هذا اذا انتهى دور المنظومة اليوم واستبدلت بمجتهدين نظيفين يسلمّون عليك فلا تضطر الى عدّ أصابعك بعد السلام، والسلام.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها