play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الخميس ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٢ - 08:22

المصدر: صوت لبنان

الفولسفاغن والفيات

تستحق حادثة عين الرمانة التوقف عند تفاصيلها.
ظهر الأحد 13 نيسان 1975 راح الناس يتناقلون معلومات تفيد بإن رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ بيار الجميل تعرض لمحاولة إغتيال وإستشهد مرافقه، وأخرى تقول إن مقاتلين فلسطينيين خرجوا من مخيم تل الزعتر وحاولوا إقتحام عين الرمانة حيث كان مقرراً إحتفال بتدشين كنيسة سيدة الخلاص للروم الكاثوليك في شارع مار مارون بحضور رئيس الكتائب.
وطلب المنظمون قوة للمحافظة على السير، فحضر عناصر من مفرزة السيّار في قوى الأمن الداخلي.
تزامناً، كانت منظمة التحرير الفلسطينية تحتفل بمهرجان تأبيني لشهداء الثورة الفلسطينية في مخيم صبرا.
نحو الساعة العاشرة، وصلت إلى عين الرمانة سيارة فولكسفاغن يقودها لبناني إسمه منتصر احمد ناصر، كانت لوحتها مكشوفة ومعروفة بأنها تابعة للكفاح المسلّح الفلسطيني. حاول حاجز الدرك منعه من التقدم إلى حيث يقام الاحتفال فتجاوزه، ليصطدم بالجمهور المحتشد في باحة الكنيسة، فحاولوا أيضاً منعه من المرور، لكنه لم يمتثل وأكمل طريقه بسرعة، فأطلق عليه النار، ونقل جريحاً الى مستشفى القدس الذي تشرف عليه المقاومة الفلسطينية. وبحسب تقرير قوى الأمن الداخلي إختفى من المستشفى صباح اليوم التالي.
تبع ذلك قبل بدء الاحتفال بنحو ربع ساعة، وصول سيارة فيات حمراء إلى مكان الاحتفال وقد نزعت لوحتها الخلفية وغطيت الأمامية بشعارات فلسطينية. تجاوزت السيارة حاجز الدرك وراح المسلحون الأربعة داخلها يطلقون النار عشوائياً على الناس المتجمعين عند مدخل الكنيسة فسقط شهيداً كل من: جوزف كميل أبو عاصي مرافق الشيخ بيار الجميل وكتائبي آخر هو أنطوان ميشال الحسيني وديب يوسف عساف وإبراهيم حنا أبو خاطر. وأصيب سبعة أشخاص. تجدر الإشارة إلى أن الطفل بشير جوزف أبي عاصي كان سيتلقى بعد ظهر ذلك اليوم المشؤوم سر العماد المقدس.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها