القبض من الخليج العربي والدفع للخليج الفارسي

اعتدنا على مَثَل “ذهب الى روما ولم يرَ البابا”، وقد يدرج مَثَل آخر: ذهب رئيس حكومة لبنان الى الحج في مكة المكرمة ولم يلتق الملك السعودي ولا ولي العهد. وهكذا قد تقتصر رحلة العُمْرة المقبلة التي يؤديها كبار السياسيين في لبنان على أداء المناسك دون أي لقاءات أخرى لا بروتوكولية ولا سياسية ولا أخوية. انتهى زمن الدلع. انتهت هواية الجلوس في الحضن والنتف بالذقن. تقبضون من الخليج العربي وتسددون للخليج الفارسي.
نواياكم فضحت، ولم يسعفكم حتى الإحرام. وكم تحتاجون الى طواف سبعين مرة سبعة أشواط حول الكعبة تكفيراً عن زنوبكم إزاء الوطن، ومعكم مسيحيون لتلاوة فعل الندامة.
يبقى السعي وهو قطع المسافة سبع مرات بين الصفا والمَرْوة، فاسعوا مرة واحدة فقط لا سبع مرات أنتم جماعة السياسيين المخمليين بالفساد والبيوعات والسمسرات والصفقات، اسعوا لاحترام أهل الطيبة الذين يأكلون خبزهم كفاف يومهم.
يبقى رمي الجمرات، عساها تحرق قلوبكم كما حرقتم لبنان، ودولة لبنان، وشعب لبنان.
أحجية لبنان: ماروني يقوده شيعي، سني يحجّ في النجف طوعاً أو غصباً، ولبناني مدني هو كل شيء الا لبناني، حتى بات يرضى بأن يكون مجهول هوية، غير معلوم محل إقامة، ومكتوم قيد.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها