القضاء تحت الشجرة

بموازاة المحاكمات الدولية التي تولتها المحكمة الجنائية الدولية لروندا، تولت المحاكم الوطنية الرواندية أو الغاتشاتشا أو الجاكاكا توجيه الاتهامات الى من ثبتت إدانته بأعمال جرمية وفي مقدمها ارتكاب الابادة، وحكم على عدد منهم بالإعدام. والجاكاكا التي يرأسها أولياء الأسر، كانت تعمل في الهواء الطلق وتحت الأشجار، والكلمة تعني العشب، وتوحي بالجلوس على الأرض لمعالجة المشكلات على أسس تقليدية اعتمدتها المجتمعات لحل النزاعات بين القبائل.
ويستعيد ميشال لافال الذي عمل محامياً في ملف الجرائم الرواندية بعض انجازات هذه المحاكم وعثراتها:
لافال….
“الغاتشاتشا محاكم تقليدية أُضمرت خلال حقبة الابادة وأعيد إحياؤها حيث أمنّت عدالة أسرع لكن ليس بالضرورة عادلة، صحيح كانت هناك أحكام بالادانة، لكن كانت هناك أحكام بالتبرئة أيضاً”.
محاكم الغاتشاتشا أصدرت أول أحكام الإعدام الذي نفذ في نيسان من العام 1998 بحق 22 شخصاً أدينوا بارتكاب الإبادة الجماعية. واتُّهمتْ المحاكم المحلية باقتصار المحاكمة على المستويات الدنيا دون القيادات الآمرة،كما اتهمت بالتحيز العرقي. الا انها استطاعت أن تفصل بأحكام نهائية في نحو 1.5 مليون قضية بين عامي 2001 و2010 بسبب كثرة القضايا وكثرة المتهمين وعادة تأجيل الجلسات.
غداً، روانديون لا هوتوس ولا توتسي.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها