فرح منصور

الجمعة ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - 17:00

المصدر: المدن

القطاع الصحي يتأهب: إمدادات طبية ومستلزمات تكفي لشهريّ حرب

فيما تسارع وزارة الصحة إلى تفعيل خطط الطوارئ في جنوب لبنان، عن طريق تجهيز المشافي بالإمدادات الطبية، وتأمين التغطية الكاملة لتكاليف الاستشفاء لجميع جرحى الحرب (المفترضة) من اللبنانيين، تنبثق اليوم حاجة ملحة للتأكد من قدرة هذا القطاع على “الصمود”، لتلبية جميع احتياجات جرحى الحرب، بالتوازي مع الانهيار الاقتصادي الذي رمى بأثقاله على القطاع الصحي منذ عام 2019.

إمدادات طبية
منذ حوالى الأسبوعين، تسلمت وزارة الصحة مساعدات طبية من المركز اللوجستي لمنظمة الصحة العالمية في دبي، لتلبية احتياجات أكثر من 1000 جريح، في حال اندلاع الحرب داخل لبنان، سيما أن العديد من الإمدادات الطبية بدأت تصل إلى وزارة الصحة تباعًا “لتلبية احتياجات معالجة آلاف الجرحى”، وتجهيز المشافي لاستقبال المصابين من الحرب.
بدأت وزارة الصحة بتفعيل هذه الخطة الاستثنائية، والتي تتضمن: تقييم المشافي وتصنيفها؛ (وهنا يجب أن نلفت إلى أن جميع المشافي على الأراضي اللبنانية ستكون ملزمة برفع جهوزيتها وتعزيز استعدادها لمواجهة تدفق المصابين الضحايا خلال الحرب)، توزيع المساعدات المخصصة لعلاج جرحى الحرب “TRAUMA KITS”، إنشاء مركز لتحويل المصابين ومتابعة بياناتهم وحالتهم الصحية، تأمين تغطية تكاليف الاستشفاء لجميع جرحى الحرب من اللبنانيين بنسبة 100% ضمن تعريفات جديدة ومحددة من قبل الوزارة.

توفر المستلزمات الطبية
ووفقًا لوزارة الصحة فإن الإمدادات الطبية الموجودة في لبنان تكفي حوالى الشهرين ونيف، مما يعني أن مخزون الأدوية بات مؤمنًا والمستلزمات الطبية ستكون متوفرة ولن تنقطع خلال شهرين، كما أكدت الوزارة أيضًا أن الإمدادات غير الطبية التي يحتاج إليها القطاع الصحي كالمحروقات والمواد الغذائية وغيرها باتت مؤمنة وتكفي لمدة لا تقل عن شهرين.

“الخط الساخن”
خصصت وزارة الصحة الرقم (1787) لخدمة النازحين قسرًا من مناطقهم، حيث تم تفعيله مؤخرًا لتلبية احتياجات النازحين الصحية والإجابة على جميع الأسئلة المطروحة، وتوجيههم إلى مراكز الرعاية الصحية القريبة منهم، إضافة إلى وحدات طبية متنقلة مزودة بعدد كبير من أدوية الأمراض المزمنة والمستلزمات الطبية التي ستقدم لهم مجانًا.

وحسب معلومات “المدن”، فإن الوزارة في صدد تجهيز بعض الأرقام (خطوط ساخنة)، التي ستخصص لتواصل الأطباء في جميع الأقضية مع وزارة الصحة.

معالجة الحروق
وتحسبًا لارتفاع عدد حالات المصابين بالحروق، خصوصًا في ظل استعمال الجيش الإسرائيلي للفوسفور الأبيض (المادة الكيميائية الحارقة التي تنشر بواسطة القنابل والقذائف المدفعية والصواريخ)، ولأن المشافي غير مجهزة بأقسام خاصة لمتابعة هذه الحالات ومعالجتها، حيث لا يتوفر في لبنان إلا اثنين لمتابعة هكذا حالات حرجة وهما: مستشفى السلام في طرابلس، ومستشفى الجعيتاوي في بيروت.. لذلك، أكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، فراس الأبيض، في حديث خاص لـ”المدن” أن الوقت صار مناسبًا لتجهيز المستشفى التركي في صيدا المتخصص بإصابات الحروق، وذلك لتخفيف بعض الضغوط عن المشافي المتوزعة في جنوب لبنان.

ووفقًا للأبيض، فقد جرى التعاون مع قسم الطبابة العسكرية المرتبط بالجيش اللبناني، لتجهيز قسم خاص داخل المشفى لعناصر الجيش اللبناني، ومتابعة حالتهم الصحية ومعاينتهم في حال نشوب الحرب، مؤكدًا أنه الوقت الملائم للتعاون في هذه الظروف الاستثنائية.

وأضاف الأبيض بأن الوزارة مستمرة في تجهيز المشافي، تحسبًا لأي حرب، لافتًا إلى أن الوزارة بدأت باستخدام التمويل التي حصلت عليه من الدولة اللبنانية والذي خصص لجرحى الحرب، لافتًا إلى أن التمويل بلغ حوالى ألف مليار ليرة لبنانية.

الجيش اللبناني
بدورها، أكدت مصادر رفيعة لـ”المدن” بأن قيادة الجيش اللبناني وضعت بعض الخطط التي ستعتمدها في حال نشوب الحرب لحماية عناصر الجيش اللبناني ومعالجتهم، مشيرةً إلى أن التعاون سيكون مع وزارة الصحة عند الضرورة. وفيما يتعلق بالتعاون مع الأبيض للحصول على قسم خاص في مستشفى التركي، اكتفت المصادر بالقول: “لا علاقة لهذا الأمر بالحرب المحتملة”.

ح ز ب ا ل ل ه
من جهة أخرى، تستعد الهيئات الصحية التابعة لحزب الله لأي حرب فجائية. حيث أوضحت مصادر من الدفاع المدني التابع ل ح ز ب ا ل ل ه في حديث لـ”المدن” أن فرق الدفاع المدني متواجدة على الحدود اللبنانية-الفلسطينية، وتواكب جميع المستجدات التي تحصل هناك وأهمها الحرائق التي يفتعلها الجيش الإسرائيلي. تنتشر فرق الدفاع المدني على طول الحدود اللبنانية من أجل إطفاء الحرائق في القرى الجنوبية ومساعدة المواطنين. وأكدت أيضًا أنه في لحظة نشوب الحرب، فإن التعاون قد يكون مباشرًا مع وزارة الصحة، خصوصًا أن هذه الفرق تعتبر من الهيئات الصحية التي تُعنى بالنجدة والإغاثة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها