play icon pause icon
جورج يزبك (رئاسيات)

جورج يزبك

الأثنين ١٤ آب ٢٠٢٣ - 09:01

المصدر: صوت لبنان

القمة الأخيرة (الجزء الأول)

أربعة أيام متبقية من الولاية الرئاسية بقي خلالها الرئيس أمين الجميّل عازماً على القيام بآخر المبادرات لتأمين انتخاب رئيس للجمهورية. استعان في ذلك بأحد كبار مستشاريه غسان تويني الذي يصفه الجميّل بأنه صاحب ثقافة بيزنطية واسعة تساعده على امتلاك دقائق السياسة كلها. قبل ثلاثة أيام من نهاية الولاية، التقى تويني برئيس المجلس حسين الحسيني وقادهما الحوار الى طرح تويني فكرة عقد قمة بين الرئيسين الجميّل والأسد. تحمس الحسيني واتصل بخدّام وليلاً جاء جواب الأسد: القمة ظهر غد. أطلع الجميّل البطريرك صفير على القمة فشجعه واتفق على عقد اجتماع في بكركي للنواب المسيحيين على أن يعرّج الجميّل على الصرح فور عودته من دمشق. رسم رئيس الجمهورية خطته وهي البحث مع الأسد في الأسماء الرئاسية بما فيها مخايل الضاهر وقرر أن يطلب من الأسد اصطحاب الضاهر معه الى بكركي لإضفاء غطاء مسيحي على ترشيحه. في القمة رفض الأسد هذا الاقتراح وأكد أن الضاهر سيبقى مقيماً في القبيات حفاظاً على أمنه. واضح ان القمة ما كانت لتغيّر في القرار السوري بدليل إظهار الأسد الكثير من الودّ واللطافة كعادته وبدليل استغراقه نحو ساعة ونصف الساعة للحديث عن قضايا عامة لا شأن لها بالأزمة اللبنانية. تحدث عن أنور السادات ووصفه بالزعيم الساحر والطريف لكن الكسول. كان مثلاً يؤجل جلسات العمل قائلاً: لم العجلة. لندع المعاونين يحضّرون لنا العمل، يقبضون أتعابهم للقيام بذلك. لم يكن هذا الرجل يفكر الا براحته، قال الأسد للجميّل الذي كان فكره في مكان آخر قبل آخر يوم من ولايته. قال أيضاً إن السادات غالباً ما يتأخر عن مواعيده الصباحية معي بسبب اعتياده كل صباح الخضوع للتدليك حرصاً على لياقته.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها