play icon pause icon
جورج يزبك (قراءة سياسية)

جورج يزبك

الأثنين ١٤ آب ٢٠٢٣ - 08:10

المصدر: صوت لبنان

الكحالة والرئاسة

انتهت مسألة رئاسة الجمهورية التي رُحلّت والى آجال بعيدة والاهتمام المباشر يركز على ترتيب الأوراق الاقليمية بيد ح ز ب ا ل ل ه. وهذا واضح من خلال التالي:
أولاً اللقاءات بين الامين العام لح ز ب ا ل ل ه ووفد برلماني ايراني من لجنة السياسة الخارجية والأمن في مجلس الشورى الذي التقى أيضاً قيادات الفصائل الفلسطينية.
ثانياً اللقاءات بين ح ز ب ا ل ل ه وقيادات الفصائل الفلسطينية المعارضة لفتح وكان آخرها لقاء السيد نصرالله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ونائبه.
ثالثاً والمهم زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اسماعيل قاآني بيروت لمتابعة مشروع وحدة الساحات الذي تطرحه ايران، والذي يعني السيطرة على المخيمات الفلسطينية في لبنان. وهذا ما يفسر غياب الفصائل الفلسطينية القريبة من ايران عن لقاء المصالحة الفلسطينية الفلسطينية الذي انعقد في مصر. وهذا ما يفسر ايضاً عنوان جريدة «الاخبار» خلال اشتباكات عين الحلوة، وجاء فيه: «جنين مقابل عين الحلوة»، بمعنى ان جنين في شمال الضفة الغربية لفتح وعين الحلوة في لبنان لح ز ب ا ل ل ه.
رابعاً والأهم التطور النوعي الذي كسبته حادثة الكحالة على طريقة “ربّ ضارة نافعة” حيث خرج ح ز ب ا ل ل ه رابحاً سياسياً في هذه المواجهة، وما بعد الكحالة لن يكون كما قبلها ودائماً لصالح الحزب، بمعنى:
١-احتواء الجيش من خلال تغطية السلاح غير الشرعي المضبوط شكلاً عند كوع الكحالة والمفرج عنه حكماً وإعادته الى أصحابه في التوقيت والاسلوب المناسبين، الا اذا تبيّن ان المضبوطات هي من نوع الذخائر المنقولة الى الفصائل الفلسطينية الحليفة لح ز ب ا ل ل ه في مخيم عين الحلوة.
٢-تشريع طريق امدادات ح ز ب ا ل ل ه بالسلاح والعتاد والعديد كونها ناتجة عن مفهوم المقاومة المعترف بها في البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة. وبالتالي كما معادلة طريق فلسطين تمر بجونية، وطريق الشام تمرّ ببيروت، صارت المعادلة اليوم كل الطرقات تقود الى الضاحية.
٣-تأثير حادثة الكحالة مضافة الى حادثة العاقبية التي راح ضحيتها جندي ايرلندي، على ظروف التمديد لقوات اليونيفيل بحيث يوجد اصرار دولي على حرية حركة القوات الدولية دون تنسيق مع الجيش او مواكبة منه، في قرار التمديد المتوقع آخر هذا الشهر.
يستنتج من كل ما تقدّم أن ح ز ب ا ل ل ه لم يربح كل هذه الأوراق الاقليمية ليخسر الرئاسة في لبنان، وبالتالي لا رئيس الا بهذه المواصفات التي كرستها مجدداً حادثة الكحالة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها