play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٠ أيلول ٢٠٢٢ - 09:11

المصدر: صوت لبنان

الكرسي المهزوز

في العام 1992، اخترعت ترويكا الحكم كبديل عن المثالثة في تركيبة السلطة، وكأن أصحابها خريجو المدرسة السوفياتية، منشأ الترويكا، بخاصة بعد وفاة جوزيف ستالين في الخمسينات، حيث كانت تشكل حاصل جمع سلطات كل من رئيس الدولة ورئيس الحكومة والأمين العام للحزب الشيوعي.
في لبنان، اختصر الدولةَ لقاءُ الرؤساء الياس الهراوي، ونبيه بري، ورفيق الحريري بحيث كان لكل منهم، بما ومن يمثل، دوره وحصّته ومساحته في السلطة. وحاول الرئيس اميل لحود إلغاء الترويكا بعد انتخابه عام ١٩٩٨ ليس احتراماً للمؤسسات بل أكثر لخلافه مع أحد أركانها رئيس الوزراء رفيق الحريري، بدليل اعادتها الى العمل عام ٢٠٠٠. وتوغلت الترويكا في الادارة ووزع أركانها أزلامهم في المجالس والصناديق والدوائر، وبلغ الأمر إلغاء الحدود ليس بين السلطتين التشريعية والتنفيذية فقط، بل مع السلطة القضائية بحيث صار كبار القضاة لصيقين بالرؤساء الثلاثة، رئيس مجلس القضاء الاعلى يخص رئيس الجمهورية، ومدعي عام التمييز رئيس الحكومة، والمدعي العام المالي رئيس المجلس.
الا أن الترويكا لم تكن دائماً أكلة طيبة بين أركانها، يتفقون فتمشي الأمور، يختلفون فتتعثر، وغالباً ما يتفق اثنان منهم على الثالث، كما يجسدها اليوم اتفاق الرئيسين بري وميقاتي على الرئيس عون. إنها لبننة الترويكا السوفياتية بحيث لا يلغي واحد الآخريْن، وبالقدر ذاته لا يسلم فيه احدهم للآخريْن. في كل الأحوال، رئيس الجمهورية ساهم في هزّ كرسيّه، سواء يوم كان مرشحاً طمعاً بانتخابه، أو منتخباً لتقاسم المنافع مع شريكيه.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها