عباس الحلبي

الأثنين ١٣ كانون الثاني ٢٠٢٠ - 07:42

المصدر: صوت لبنان

اللبنانيون رهائن القيود والحصار من الخارج والداخل

تستمر المماحكات والمناورات لتشكيل الحكومة وكأن لبنان في حالةٍ مِنَ النعيم والرخاء تسمح له بالتأجيل يوما” بعد يوم وأسبوعا” بعد أسبوع ولا يعبأ المسؤولون بكلفة التأخير في التشكيل على كافة الصعد.  

فمَن يتابع الأخبار والتسريبات يُصدَم بإنعدام المسؤولية الوطنية لدى مَن يُفترَض فيهم توفرها. والبلد دخل حسابات جديدة كما يتبين ليس أقلها تداعيات مقتل القائد الإيراني وما يمكن أن يترتّب على ذلك من ردود فعل وأعمال حربية وتصريحات تصعيدية تنعكس برأي أولي الأمر على نوعية الحكومة المراد تشكيلها وهي للآن معطّلة بِفعلِ الجشع والطمع والحسابات  الغريبة. 

يتساءَل اللبناني كيف عليه أن يتحمّل نتائج صراع كبير يدور في المنطقة يتجاوز قدرة لبنان واللبنانيين على تحمّله وكيف لِمسؤولين رسميين أن يسكتوا عن محاولة إقحام لبنان في لجة صراع ليس له فيه لا رأي ولا قدرة على التحكّم ولا حتى مصلحة لا مِن قريب ولا مِن بعيد. 

كلامٌ مُكلِف في أن تطالب بأن يكون بلدك بمنأى عن هذه الصراعات لِحمايته مِن دفع الفواتير التي لا قبل له على تحملها وهو اليوم الأكثر حاجة لمعالجة مشاكله الداخلية وما أكثرها فضلا” عن الحاجة الماسة لِمقاربة المجتمَعَين العربي والدولي لِمَد يد المساعدة إليه في محنته الإقتصادية والمالية والنقدية ليس لإستمراره بل لإنقاذه مِن السقوط. وهذا إن دلَّ على شيء فإنه يدلّ بصراحة إلى أن همّ الناس هو في وادٍ وهَمُّ مسؤوليه في وادٍ آخر لا صِلَة له بالواقع. 

يجد اللبناني نفسه عاجزا” وكأنه أصبح رهينة وضعٍ سياسي معقَّد ووضع إقتصادي أكثر تعقيدا”. والقوى السياسية جميعها ساكتة وهي بسكوتها وكأنها مشاركة في الجريمة الموصوفة اللاحقة بالشعب اللبناني. ولولا حكمة البعض القليل وهم القادرون وحدهم على تحييد البلد لكان لبنان ربما مسرحا” لأحداث أمنية مخربة. 

فإلى مَن يتوجه اللبنانيون اليوم لِفَك أسرهم من ضائقتهم المعيشية وتحقيق سيادة بلدهم في غياب كليّ للمؤسسات الدستورية. وما هي أولويات الحكم إن لم يكن التصدّي المباشر والسريع للمعالجات. هل سَيَبقى اللبنانيون رهائن القيود والمصاعب والحصار من الخارج والداخل. وإلى من يشتكون وإلى من يتوجهون. 

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها