play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٨ آذار ٢٠٢٢ - 08:47

المصدر: صوت لبنان

اللص الأكبر واللص الأصغر

هل يأتي يوم ننهض فيه ولصوص الدولة أخلوا لبنان خوفاً من الدعاوى التي تلاحقهم والدعوات التي تسقط عليهم من الجائعين والمشردين والمودعين، ومن المواطنين على أشكالهم في الوطن والمهجر. وهنا لا فرق بين لص أكبر ولص أصغر، بين لص بربطة عنق يدير الصفقات والسمسرات عن بعد، يوسّع ضميره من دون أن يوسّخ يديه، ويفرض رسمين على كل التزام، مقطوع قبل تسليم المناقصة للصّ الأصغر، ونسبي طمعاً من المتعهد الموعود بصفقة جديدة، وبين لص تنفيذي مطواع مطماع، يأتمر بالاعلى ويقبض بحسب سعره ويضحى به عند الحاجة. فاللص لص، كبيراً كان أم صغيراً، لص بشريطة وبرتبة، أو لص متدرج ومتمرن. ولا تقلقوا، فاللص المساعد سيتدرج ويترقى وينجح ويصبح استاذاً في اللصوصية، وللأسف في النجومية. وللأسف بقدر ما تكون لصاً أكبر، بقدر ما تكون أعلى قدراً وقيمة في السياسة.
متى يصبح عندنا دولة بقضاء يأتمر بضميره وكتابه، وبدرك ينفذ طلبات السلطة الثالثة، لا أن يصبح هو سلطة؟ وبقدر ما سلطة الأمن تستقل، بقدر ما سلطة القضاء تضمحل.
هل ننهض يوماً ونرى لصوص الدولة وقد احيلوا الى التقاعد؟ عجباً لا سن تقاعد لاثنين في الدولة وهما بالنتيجة واحد، اللص والسياسي، نائباً كان أم وزيراً أم زعيماً أم رئيساً.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها