اللقاء الأول

في أول لقاء بين الرئيس الياس سركيس وبشير الجميّل، قال الأول للثاني: أنا أيضاً أقاوم على طريقتي، مثلك وأكثر. لكن الفرق بيننا، أنك تستطيع أن تقول وتفعل ما تريد، أما رئيس البلاد فلا يستطيع ولا يجوز له ذلك. أنت تلعب يا بشير الدور الأحلى. طلب سركيس من بشير الذي كان يشن عليه حملات قاسية أن يوقف حملاته، ليس على شخصه بل على الجيش، فسأل بشير سركيس: ما الفرق بين جيش ال ٧٥ الذي انهار وانقسم والجيش الذي تبنيه اليوم؟ ردّ سركيس: لا فرق. فأجاب بشير: اذاً دعني أفكر قبل أن أعدك بوقف حملاتي على الجيش، لأني لست مستعداً لأن أقبل بجيش على غرار الجيش الذي انقسم ونضطر للتضحية مجدداً بأربعة آلاف شهيد. وطلب بشير من سركيس في المقابل أن يُفهم الأميركيين أنه ليس رئيس عصابة، وليس كارلوس لبنان، بل هو قائد مقاومة، وكانت واشنطن ترى في بشير ارهابياً.
خرج بشير من اللقاء الأول في بعبدا معجباً بشخصية الرئيس ومهادناً لكن غير متنازل.
وكان سركيس معجباً ببشير قبل أن يلتقيه، وترسخ الاعجاب بعد الاجتماع. وقال لمعاونيه: لن أطلب من بشير أن يتغير، لا هو يريد وربما لا يجوز أن يتغيّر.
غداً من بشير الى دمشق: لاءان ونعم واحدة

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها