play icon pause icon
عباس الحلبي

عباس الحلبي

الأثنين ٤ كانون الثاني ٢٠٢١ - 13:06

المصدر: صوت لبنان

اللهم إجعل هذه السنة نهاية عذاب اللبنانيين

في غرة العام الجديد ماذا عسانا نقول للبنانيين أكثر تفاؤلا مما توجه به رئيس الجامعة اليسوعية الأب الدكتور سليم دكاش في معايدته لجماعةِ الجامعة “بأنَّ هذا الظلام الدامس الذي يخيِّم على مجتمعنا وعائلاتنا سيتم تبديده لِصالح عالم أكثر عدالة وإنصافاً وإحساناً”.

هذا التفاؤل مِن الأب الرئيس ومنا في كلامي على مسؤوليتي الأسبوع الفائت أوحى للعديد من المستمعين في تعليقاتهم أنني متوجّه بكلامي إلى بلدٍ غير لبنان وإلى شعبٍ غير الشعب اللبناني.

ذلك أنَّ تعقيدات الوضع اللبناني لا يمكن أن تُحَل بالتمنيات فقط ولكن بالأفعال التي يمكن للمسؤولين القيام بها وهم يمتنعون عن إتخاذ أيِّ إجراء يؤدي في حالِ نجاحِه إلى إخراجِ البلد من عنق الأزمات المتكررة.

فمنها ما يتصل بالسيادة وهل لبنان يستطيع أن يحرر أسره من الإرتباطات التي أُقحِمَ بها دون موافقة القسم الأكبر من اللبنانيين؟

ومنها ما يتصل بسوء الإدارة ومجتمع متنوّع كالمجتمع اللبناني لا يصح أن تكون إدارته إلاّ على قاعدةِ النزاهة والإستقلالية وحسن الإدارة والتسويات وتدوير الزوايا لكي تشعر الفئات اللبنانية جميعها بأنها متوازنة في الحكم وأنَّ الحكم الرشيد غرضه تحقيق الخير العام.

ومنها ما يتصل بالوضع الإجتماعي وقاعدته إقتصاد متوازن وإصلاحات في المالية العامة وفي القطاع المصرفي ومصرف لبنان حتى تتحقق إعادة توزيع الثروة وإنمائها وليس توزيع الفقر وتوسيع قاعدة البؤس والمعاناة.

فمِن أين نأتي بالحلول واللبنانيون منقسمون أفقياً وعامودياً. لا أحد يتكلم مع أحد وإذا إلتقى إثنان كان الخلاف والسجال ثالثهما. وتعطيل أدوار المؤسسات الدستورية إنعكَسَ بِلا شك تعطيلاً على كل المستويات. أحصَت إحدى الوسائل الإعلامية أيام التعطيل منذ سنة فَبَلَغَ ثلثاها البلد بلا حكومة وبِلا رأس وبِلا إدارة وبِلا مسؤولية.

يناشِدُ البطريرك مِن موقعه الديني والوطني أبناءَ طائفتِهِ أولاً واللبنانيين عموماً ولا أحد يستجيب. فمنذ متى يقولُ البطريرك كلاماً مدعوماً فاتيكانياً ولا يُستجاب إليه وهو الذي يطالب بحكومةٍ بما يعني أنه يطالب بأبسط الأمور لإدارة البلد في أي بلدٍ ولو كان متخلفاً في العالم.

أما الأمل الواعد فهو أننا بلغنا القعر فَلَم يعد تحتنا تحت على ما قيل ولكن إرادة اللبنانيين أولاً بالعيش معاً وثانياً بإقامةِ الدولة وثالثاً أن تكون إرادة الحكم محررة من القيود والأغلال بِما يؤمن إستعادة السيادة والبدء بالإصلاحات حتى يستعيد لبنان موقعه بين الأمم وأن يكون أميناً على رسالة العيش المشترك التي هي أمانة لديه وليست ملكاً له يعبث بها.

فهل هناك غير الحوار وسيلة لحل هذه الخلافات.

اللهم إجعل هذه السنة نهاية عذاب اللبنانيين.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها