play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٧ تموز ٢٠٢١ - 07:59

المصدر: صوت لبنان

الله ولي التوفيق

في لبنان التكليف سهل والتأليف صعب، وكأن التكليف واجب والتأليف حاجب. التكليف قائم على استشارات نيابية ملزمة، أما التأليف فدونه توافق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. هذا هو الفرق بين المتوجب الدستوري والواجب الادبي، الاول محكوم بالنص، والثاني متروك لأخلاق الشخص وتربيته وتهذيبه. لكن حتى الدستور صار في لبنان وجهة نظر.
الآن، هل يرى رئيس الجمهورية في الرئيس المكلف خلاصاً من الرئيس سعد الحريري وطوق نجاة لتأليف الحكومة؟ هل يتوسم فيه شريكاً في مهمة الانقاذ البالغة الصعوبة؟ أم يقرأ في محيّاه موفداً غير رسمي للرئيس المعتذر؟ أو رجل مرحلة وبدل عن ضائع عن مجهول لا يزال رئيس الجمهورية يبحث عنه؟ الواضح أنه اذا خيرّ الرئيس عون بين الحريري وميقاتي، لاختار الثاني، لكنّه بالتأكيد ليس نخبه الأول؟ فهل نحن أمام تقطيع وقت وحرق أوراق؟ من يعرف الرئيس ميقاتي يعرف أنه ليس رجل أحد، ولا مبعوث أحد ولا موفداً من أحد. نجيب ميقاتي يشبه نجيب ميقاتي. لكن المشكلة في السقف الدستوري الذي رسمه الحريري نيابة عن كل رئيس حكومة، ولكل من تسوّل له نفسه أن يصبح رئيساً مكلفاً: حذار إشراك رئيس الجمهورية في التأليف المعقود لرئيس الحكومة.
مخرجان ليتحرر الرئيس ميقاتي من هذا اللغم السياسي، فإما أن يتساهل عون مع ميقاتي فتحل المشكلة لمرة واحدة وأخيرة من دون أن تصبح عرفاً، وإما أن يبادر مجلس النواب الى تفسير الفقرة ٤ من المادة ٥٣ من الدستور التي تنص على أن رئيس الجمهورية يصدر بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة،
والفقرة ٢ من المادة ٦٤ من الدستور التي تنص على ان رئيس الحكومة یجري الاستشارات النیابیة لتشكیل الحكومة ویوقع مع رئیس الجمهوریة مرسوم تشكیلها. والله ولي التوفيق.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها