play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٣١ أيار ٢٠٢٢ - 17:25

المصدر: صوت لبنان

المادة السائلة، قراءة في الانتخابات المجلسية

من السهل القراءة في كتاب انتخاب نبيه بري رئيساً للمجلس حتى من الدورة الأولى للاعتبارات التالية:
أولاً هو المرشح الشيعي الوحيد المنطلق من قاعدة شيعية يمثلها الثنائي بإجماع النواب السبعة والعشرين زائد الحلفاء.
ثانياً قرار وليد جنبلاط بالانتصار لعلاقته التاريخية والشخصية مع نبيه بري والاقتراع له، ما أمنّ له تسعة أصوات.
ثالثاً تغطية سنيّة لانتخاب بري خاصة في عكار وطرابلس والبقاع.
رابعاً وصول بري ميثاقياً الى عمق كسروان بشخص فريد الخازن، وزغرتا بشخص طوني فرنجيه وبشري من خلال وليام طوق.
خامساً اختراق بري صفوف تكتل لبنان القوي بدءاً بنائبه الياس بوصعب ونواب الطاشناق الثلاثة.
وأمنّ نواب التيار المناهضون لرئيسه جبران باسيل وعددهم سبعة الرصيد الباقي ليصل بري الى حاصل الخمسة وستين صوتاً ويفوز من الدورة الاولى وبميثاقية غير منقوصة.
على كل عندما قرر التيار التحالف مع أمل في بعبدا والبقاع الغربي وزحلة وبيروت والشوف-عاليه، يكون قد أصبح مديناً لبري ومسلّماً برئاسته.

أما فوز نائب الرئيس الياس بوصعب فجاء ترجمة لعنصرين:
الأول توحيد أركان السلطة حول مرشح واحد هو بوصعب، وتشتت المعارضة التي أبقت اجتماعاتها من دون قرار حاسم، وبقيت الخيارات تدور حتى الربع الساعة الأخير بين المشاركة في مطبخ المجلس او عدم المشاركة ترشيحاً، وفي حال المشاركة استمر البحث عن الأسماء حتى الى ما قبل جلسة الانتخاب بين أربعة : غسان سكاف والياس جرادي وملحم خلف وأديب عبد المسيح، ما أفقد المعارضة وحدتها وهيبتها ومرجعيتها، وجعل منها في أول اختبار أساسي مادة سائلة.
الثاني، تسويق النائب الياس بوصعب نفسه كمرشّح توافقي مدعوم من التيار الوطني الحر وليس كمرشّح التيار ، ما أراح بعض المستقلين وأغضب جبران باسيل وأغبط نبيه بري الذي سيرى بنائبه شبهاً لايلي الفرزلي.
بعض النواب لا يرون أنفسهم نواباً اذا لم يكن نبيه بري رئيسهم، وبعض النواب لم يكتبوا فرضهم لإحداث التوازن المطلوب بين رئيس المجلس ونائبه.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها