وليد حسين

الأثنين ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٣ - 17:24

المصدر: المدن

المدارس تستعد للأسوأ: التعليم من بعد أو بـ”الواتساب”

يعيش قطاع التربية حال من الاستنفار على وقع قرع طبول الحرب. لكن لم تجتمع الأسرة التربوية بمعية وزارة التربية للتباحث بخطة طوارئ. بل لجأت إدارات المدارس في الشبكات المدرسية، وبشكل منفرد، إلى وضع خطة طوارئ، تحسباً لتفاقم الأمور والاضطرار إلى إقفال المدارس أبوابها. ومرد الأمر إلى يقين وقناعة بأن اندلاع الحرب يقضي على أي خطة موضوعة وعلى رأسها الانتقال للتعليم من بعد، الذي بدأت مدارس عدة بالاستعداد له، وذلك وفق أوضاع أهالي الطلاب والقدرات اللوجستية في كل مدرسة.

خطط إجلاء
العديد من المدارس الخاصة تواصلت مع أهالي الطلاب وبلّغتهم بخطط إجلاء الطلاب من المدرسة في حال حصول أي حدث أمني. وحددت خطط إخلاء الصفوف بحسب كل مرحلة تعليمية، وتوضيح كيفية الخروج من الصفوف والملاعب، والمسارات التي يجب أن يسلكها الأهل والطلاب. وزودت الأهالي بتعليمات خاصة لتلامذة صفوف الروضات والابتدائي، والممرات الخاصة بهم، لتفادي الازدحام وسقوط ضحايا في حالات الهلع. ووضعت إدارات مدارس عدة الأهالي بأجواء الاستعداد للانتقال من التعليم حضوري إلى التعليم من بعد، كخيار بديل للتعلم في حال تفاقمت الأوضاع الأمنية في لبنان. والخيار الآخر البديل عن التعليم من بعد هو إبقاء التواصل بين الأهل والمدرسة عبر تقنية الواتساب، لإرسال الدروس بتقنيات الفيديو أو الصوت.
كل مدرسة تقوم بما تراه مناسباً بالتوافق مع لجان الأهل وحسب قدرة المدرسة وقدرة الأهل. فلا يمكن وضع خطة حول الانتقال إلى التعليم من بعد طالما أن لا أحد يعرف إذا كان سيبقى كهرباء وانترنت في لبنان للتعلم من بعد. وقبل السؤال عن التقنية، في حال حصلت أي حرب لا يمكن أن يتعلم الطالب لا من بعد ولا حضورياً. ولن يكون بمتناول الطلاب وأهلهم رفاهية التفكير بالتعليم. ولا يمكن إلقاء اللوم على المدرسة. فالوضع العام جعل اللبنانيين يعيشون كل يوم بيومه، تشرح رئيسة اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور، لما الطويل، لـ”المدن”.

طلاب الأقضية الحدودية
لكن، وفيما يسير التعليم في مختلف المناطق اللبنانية بشكل “طبيعي”، رغم الظروف الضاغطة، ما زال أكثر من خمسة آلاف طالب في مدارس الأقضية الحدودية ينتظرون العودة إلى بيوتهم لفتح المدارس أبوابها. فوزارة التربية تصدر كل يوم البيان المعتاد بالطلب من إدارات المدارس الرسمية والخاصة إقفال المدارس في تلك المناطق. وفيما تمكن بعض طلاب المدارس الخاصة من الالتحاق بفروع أخرى للمدارس الأم في المناطق الحدودية، مثل مدرسة القلبين الأقدسين، ما زال غالبية طلاب المدارس الخاصة يواصلون التعليم من خلال إرسال الأستاذ للدروس على هواتف الأهل. فقد منحت المدارس الخاصة التي لها فروع عدة في لبنان خيار التحاق الطلاب النازحين من الجنوب بفروع أخرى منتشرة في مختلف المناطق. لكن الإشكالية أن سكان تلك المناطق نزحوا بشكل فردي ولجأوا إلى أقاربهم في مناطق لا يوجد فروع لتك المدارس فيها.
أما طلاب المدارس الرسمية، فتركوا مثلهم مثل النازحين يتدبرون أمرهم بنفسهم. قلة قليلة من الطلاب التحقوا بالمدارس الرسمية حيث نزحوا في صيدا وبيروت. ولا تواصل بين الأساتذة وطلابهم أو مع إدارات المدارس منذ 15 يوماً، كما يؤكد أساتذة نزحوا من قضائي بنت جبيل ومرجعيون لـ”المدن”. ولم يقتصر الأمر على الطلاب، بل إن الوزارة تتخبط بقراراتها بما يتعلق بالأساتذة النازحين، رغم عددهم القليل. ويشرح أساتذة أن العديد منهم وضعوا أنفسهم بتصرف المناطق التربوية، كما جاء في قرار وزير التربية، للتعليم في أقرب مدرسة رسمية لأماكن نزوحهم. لكنهم ابلغوا أن المناطق التربوية لم تتلق القرار وآليات التطبيق بعد. وجل ما حصل أن مدراء المدارس المقفلة أبلغوا الأساتذة النازحين أن مديريات الوزارة طلبت منهم التواصل معهم لتسجيل أسمائهم ومناطق نزوحهم. وهذا يشي أن الوزارة ما زالت تراجع الأمر وتأمل بأن يعود الاستقرار قريباً.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها