play icon pause icon
منى فياض

منى فياض

الأثنين ٢٦ شباط ٢٠٢٤ - 08:35

المصدر: صوت لبنان

المساندة حتى الانتحار و إسرائيل التي تزداد جرأة

من الواضح أن إسرائيل أصبحت أكثر تجرؤا في استهدافها لحزب الله ولإيران نفسها، ولم تعد تنوي التوقف. غيرت استراتيجيتها بعد ان شعرت بتهديد وجودي، فاعتبرت انها حرب بقاء. ازداد خوفها من صواريخ حزب الله بعد طوفان الأقصى، ولن تقبل ان تظل تحت تهديها. ما يهددنا بحرب آجلاً او عاجلاً، إذا لم نجد حلاً لسلاحه بإطار الشرعية اللبنانية واستعادة الدولة.
إسرائيل تمارس الآن حرب انتقام همجية، والثأر هدفها. لم تعد تكتفي بالأهداف العسكرية ولا باحتساب ضرباتها وما سينتج عنها. ففي الغازية، وفي حال لم يكن لحزب الله مخازن أسلحة او منشآت عسكرية، فهذا يعني انها بدأت حرباً اقتصادية على الجنوبيين باستهداف ورشاتهم، ولا ننسى ضربها عمق الضاحية.
بلغت الخسائر البشرية، من خيرة مقاتلي الحزب أكثر من 220 اضافة للمدنيين.
لم تعد تخاف الرد الإيراني على استفزازتها في سوريا وفي إيران. فلقد طمأنتها الأخيرة انها لا تريد الحرب. لم يبق من وحدة الساحات إلا ما يفيد تفاوضها مع أميركا. وإذا ما ردّت على الضربات الموجعة التي تتكبدها فسيكون الرد في العراق أو في البحر الحمر. ليس الصدام المباشر، سواء مع إسرائيل او اميركا ما يفيد إيران في مشروعها التوسعي. يهمها الحفاظ على نظامها والبقاء والسيطرة في الإقليم. لا يناسبها تغيير الموازين الان. هذا ما لفتتنا اليه مقابلة الشيخ النابلسي على الجديد في الصيف الفائت: قال ان الحرب مع إسرائيل هي الطريقة النسب لتغيير موازين القوى والجمود الحاصل في لبنان. هذا اعتراف بسياستهم. اذن حرب 2006 كانت لقلب الموازين لمصلحة ايران، وهكذا كان.
مع ذلك تزعم دعاية حزب الله انه لا يرد على النهج الإسرائيلي الجديد بعمليات تتخطى، ما يزعم انها قواعد اشتباك، بذريعة الحفاظ على لبنان واللبنانيين من حرب مدمرة. وأن الإنجاز الذي حققه تمثل بإخلاء مستوطنات خط التماس وتحويل أكثر من 100 ألف رجل وامرأة إسرائيليين إلى لاجئين في بلدهم.
اين هو موضع اللبنانيين في سياسته وفي حربه؟
ألم يتهجر سكان عشرات القرى الجنوبية؟ واعدادهم الرسمية تتخطى الثمانين الفاً؟ أليس آلاف الطلاب خارج المدارس. والخسائر الاقتصادية تفوق المليار دولار في بلد مفلس ودولة معطلة. إضافة لتلف للأراضي الزراعية وتهديد مواسمها، وتعطيل حركة السياحة والدورة الاقتصادية والتجارية، خصوصاً في الجنوب.
فأين هي مصلحة الشعب اللبناني في افتتاح الجبهة مع إسرائيل أصلاً، بذريعة مساندة غزة؟ هل منعت مساندته تلك، الإبادة الجماعية وخطة التهجير؟
فهل يستطيع إعادة النظر بفاتورة خسائر حرب “المساندة” الفادحة، عليه وعلى اللبنانيين؟ هل يرجع عن معاداته للبنانيين الذين افقرتهم نصرته وحمايته لعصابات الفساد، وحماية حليفه المسيحي، الذي تخلى عنه عند أول امتحان؟
يشيد حزب الله بصمود الجنوبيين واستمرار دعمهم “للمقاومة”، السؤال ما الذي أمنه لدعم هذا الصمود؟ اين الملاجئ او المستشفيات والمدارس أو المساكن والمدارس البديلة؟
فكيف يحمي بيئته وكيف سيرد حزب الله على استهدافها؟ والى متى على هذه البيئة ان تصمد وتتحمل؟ وهل يفكر بتكاليف هذا الوضع عليه مستقبلاً؟ ربما ينجح اليوم بإسكاتها بسياسة السحسوح، لكن هل سينجح في المستقبل المتوسط والبعيد؟

من سيعيد تعمير ما تهدّم، خصوصاً بعد ما نقلته اليوم نداء الوطن من: أنّ طهران أبلغت من يعنيهم الأمر أنها غير معنية بـ “اليوم التالي» بعد انتهاء مواجهات الجنوب لجهة إعمار ما يتهدّم على الجانب اللبناني من الحدود مع اسرائيل. ومنطقها في هذا المجال، أنّ الدمار تسبب به السلاح الإسرائيلي الذي تقع عليه المسؤولية.
وأي انتصار سيرفعه على ركام المنازل؟
You sent
عطية لصوت لبنان: مبادرة للقاء تشاوري وانتخاب رئيس للجمهورية
أوضح النائب سجيع عطية عبر صوت لبنان أنّ المبادرة وطنية نابعة من رحم تكتل ” الاعتدال الوطني” الذي لا يزايد على أحد، وأكّد موافقة اللجنة الخماسية عليها، وكذلك الكتل المسيحية التي أبدت التزامها بحضور جلسة التشاور وبتأمين نصاب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، وأشار إلى استكمال التكتل جولاته على باقي الكتل، بحيث أنّه سيلتقي هذا الأسبوع النائب طوني فرنجية وحزب الله.
واعتبر أنّ الضامن من جميع الكتل هو شعورهم بالمسؤولية وحسّهم الوطني، وشرح بندي اللقاء التشاوري، الأول هو الالتزام بتأمين النصاب، والبند الثاني إعلان المرشحين عن أنفسهم ضمن المجلس النيابي، حيث يتم التشاور والاتفاق على إسم مرشح، وإلا الذهاب إلى جلسة الانتخاب من دون إسم توافقي.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها