المطلوب سيدة تنهي حكم السيد

كم نحتاج في لبنان الى كاملة رحمة والدة جبران التي حملت ابنها الى نيويورك، وأخاه بطرس، وأختيه ماريانا وسلطانة، هرباً من زوج يستعرق في بشري، ويسكر في طرقاتها، ويغني في ساحاتها. نفتش عن والدة جبّارة من هذا الطراز تحررنا من عربدة رجال يستعرقون على انفجاري المرفأ والتليل، ويوسكون على أرواح الضحايا، ويشربون نخب البنزين والمازوت ويحلفون بآلهة الكراسي.
كم نحتاج الى جبران يعيد بتصرف قصيدته “ويل لأمة”، الحاكمون فيها أشباه رجال يبيعون الوطن، والمحكومون مواطنون ضعفاء يشترون الخدمات بأصواتهم وحجز هوياتهم يوم الانتخاب وبالحبر على إبهامهم. وبعد مئة عام وعام من اعلان دولة لبنان الكبير، و٧٨ عاماً من الاستقلال، تبيّن أننا فشلنا في كل شيء: لا السيادة أنجزناها، ولا الدولة بنيناها. ولا أتحدث هنا عن دولة كفنلندا فيها أقل نسبة تلوث في العالم، ولا عن قطار سريع ك TGV الفرنسي الذي سبقه قطار ماجليف الصيني Maglev الذي يسير بسرعة ٦٠٠ كيلومتر في الساعة ، بل فقط عن البنى التحتية الأساسية، كهرباء، نفايات، طبابة، تعليم، طرقات… وبلد آمن لا نعيش فيه على أساس أن كل يوم اضافي هو ربح في الحياة. المطلوب كاملة رحمة توقف عربدة الرجال وتعلمهم أصول مسك الدفاتر، وادارة الدولة، وحكم البلد. لبنان بانتظار سيدة توقف جحود السياسيين، وفسادهم، وسوقهم الشعب بالمفرق وبالجملة. المطلوب سيدة تنهي حكم السيّد.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها