المولود الميت

اعتبر الرئيس أمين الجميّل أن اتفاق ١٧ أيار ولد ميتاً بمجرد إرفاق الرسائل الثلاث به side letters الإسرائيلية واللبنانية والأميركية. ورغم الضغوطات المسيحية عليه من مدنيين وروحيين بوجوب إقرار اتفاق ١٧ أيار ، الا أن الرئيس الجميّل خالفهم الرأي شارحاً أمامهم أن حدود الخيار الإسرائيلي لا يتجاوز تحويل الجبل المسيحي الى غيتو لن تكون مدة صلاحيته أبعد من الحاجة الإسرائيلية اليه. وبالفعل، طلب الجميّل من قيادة القوات اللبنانية أن تعود اليه بمقترحات عملية حول ما يمكن أن يجني لبنان مقابل إقرار اتفاق ١٧ أيار. أسرعت قيادة القوات في حمل تصور غامض يفيد بأن إسرائيل ستؤمنّ حماية جوية فوق مساحة محددة من جبل لبنان. في غضون ذلك، وصل للرئاسة كتاب من دايفيد كيمحي يقول فيه بالاعتماد على إسرائيل لابقاء النفوذ المسيحي سائداً في لبنان، الا ان الرئيس أمين الجميّل رفض المقترحات واعتبرها وصفة سرية لتقسيم لبنان والتناوب على مناطق نفوذه بين إسرائيل وسوريا. وكان هذا كافياً لصوابية خيار العهد اللبناني المصرّ على رفض الخيارين الإسرائيلي والسوري والتمسك بالخيار اللبناني.
غداً ١٧ أيار وإلغاء الاتفاق

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها