الناتو والموت الدماغي

قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في العام ٢٠١٩ ان حلف شمال الاطلسي يعاني من موت دماغي، في اشارة الى عدم التنسيق بين الولايات المتحدة واوروبا، والى تفرد تركيا، العضو في الحلف، في أحداث سوريا. وسأل ماكرون عن المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي التي تلحظ تضامناً عسكرياً بين الدول الأعضاء لدى تعرض أي منها للاعتداء، فهل ملزمون بالدفاع عن تركيا اذا قرر نظام بشار الأسد مواجهة أنقرة؟ سأل ماكرون. ولم يكتف بهذا القدر، بل ذهب الى حدّ طرح استراتيجية دفاعية خاصة بأوروبا وإجراء مفاوضات مع موسكو التي انتقدها بفائض العسكرة sur-militarisation ، لكن هذا الحديث كان قبل الحرب الروسية على أوكرانيا.
ألمانيا بشخص المستشارة انغلا مركلا رفضت في حينه الموقف الراديكالي لماكرون ولم تشاطره الرأي:
مركل…
كلام ماكرون في حينه كان يحاكي خطرين لا يزالان قائمين:
الأول تناسي اوروبا أنها إتحاد أو Communauté والتصرف كأنها سوق Marché
الثاني انصراف الولايات المتحدة الى مخاطبة الصين والإستغناء عن أوروبا أو وضعها في الجيبة، وبالتالي هندسة العالم ثنائياً بين واشنطن وبكين.
أما الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فهدد بأن بلاده تصرف الكثير من الاموال في حلف يضم دولاً منافسة أكثر منها دولاً شريكة. تذكيراً أنه
في العام ٢٠١٤، اتفق وزراء دفاع الدول الاعضاء على اقتطاع ما نسبته ٢٪؜ من الناتج القومي وتخصيصه للقضايا العسكرية المتصلة بدور حلف شمال الاطلسي ولمدة عشر سنوات تنتهي عام ٢٠٢٤.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها