play icon pause icon
منى فياض

منى فياض

الأثنين ٣١ تموز ٢٠٢٣ - 07:07

المصدر: صوت لبنان

الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا

يغرق عالمنا الآن في حالة من اللاتوازن العميق. تواجهنا مشاكل خطيرة هناك عجز عن معالجتها: تغير المناخ وما يعنيه من مخاطر وجودية، والتفاوتات المتفاقمة في الدخل على مستوى الكرة بين الدول وداخل كل دولة. أدوات العولمة التي يحرم الكثيرين من الوصول إليها والاستفادة منها تجعلهم خارج الزمن، وتدهور الديموقراطيات عموماً وصعود النيوفاشيات، والانقسام العامودي الذي بات يشمل جميع الدول والمجتمعات.

يضاف الى كل ذلك في لبنان، انهيار الدولة والمؤسسات وتفككها، بما يهدد بخطر اللاعودة.

فكيف يستجيب اللبنانيون لكل ذلك؟ بالاهتمام بالقشور من حفلات واحتفالات بالسياحة ونق من الشوب، فيما الفراغات في السلطة تتراكم، بحيث باتت تهدد الأمن القومي. فالفوضى المالية والاقتصادية بسبب انتهاء مدة حاكم تلاحقه الدعاوى القضائية وسريعاً ما سيأتي الدور على قيادة الجيش. لكن جهود السلطات الحاكمة منصبة على إدامة الفراغ كي تستمر بامتصاص دماء لبنان وسكانه. بينما أحد أطرافها لديه خطط مستقبلية لرهن لبنان ومصادرته نهائياً لصالح إيران.

في هذا الوقت تنصب شكوى اللبنانيين وتركز نشرات الاخبار على موجة الحر، التي لم تتعد متوسطاتها الموسمية سوى بحوالي خمس درجات وتسهل معالجتها لو ان سلطاتنا الكريمة وفرت لنا الكهرباء. بينما ازدادت في اوروبا من متوسط 25 الى 40 درجة وما فوق مع جفاف وشح بالأمطار يهددان المواسم الزراعية وحرائق تواجه بصعوبة.

هذا بدل ان ينصب الاهتمام على المخاطر التي باتت تتهدد الجميع، من فوضى مالية واقتصادية ستتفاقم وتؤدي الى ما عنونته الشرق الأوسط يوم الخميس:”تحذيرات من تفلّت أمنيّ غير مسبوق… يتخطّى السّيطرة!”

فالجرائم غير المعهودة في لبنان تتفاقم، والعنف غير المسبوق ضد الرضع والاطفال في الحضانات، وجرائم العنف والقتل والاعتداء على النساء في تزايد، واعتداءات التحرش الجنسي والاغتصاب، على الاطفال خصوصاً، صارت تحصل يومياً، ناهيك عن حوادث السير و قتلى الصدفة برصاص مجهول او بسبب الاحتفالات.

الغريب أن بعض المختصين يقللون من اهمية كل ذلك، فيذكرون احصاءات من بلدان اخرى ومجتمعات مختلفة عنا ويستنتجون اننا مقارنة معها وضعنا لا يزال جيداً.

يعني اننا اصبحنا نفكر بالمقلوب. ما يجب ان نقارنه مع الخارج، كالمناخ والطقس، لا نفعل كي نزيد النق بدل الضغط للحصول على الحقوق.

علمياً علينا ان نقارن وضعنا الصحي والنفسي والاجتماعي ومستوى العنف مع ما كان عليه مجتمعنا قبل الازمات المتناسلة منذ 2005 وهي زيادات كبيرة جداً. وليس مقارنتنا بمجتمعات اخرى شديدة الاختلاف.

الأمن الاجتماعي مهدد جدياً والوضع العام في غاية البؤس والسوء.

ولا يمكن ان نقول سوى: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا!!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها