الى بيار الجميّل…

الى بيار الجميّل ومن خلاله الى كل الشهداء من دون تسميات لأنهم واحد. منهم من اختار الثورة على الثروة، ومنهم من قارع الهمجية بالقلم، والأسدية بالعلم، والألعبانية بالانتفاضة على البالي من السياسة، والخالي من الانتماء لوطن نكروه بعدما حلبوه وأفلسوه. بيار الجميّل كان واحداً من الانتفاضيين على الكشتبانيين الذين اختاروا الوطن للتسلية، والسلطة للتحلية، والدولة للتعمية. بيار الجميّل ارتفع يوم سقط الاستقلال الذي كان بحاجة الى من يعليه لا الى من يعتليه. ارتفع يوم أصيبت السياسة بمنخفض انتمائي، وعجز ائتماني، وإفلاس أخلاقي. ارتفع يوم صارت الديمقراطية تطلب إذناً بالمرور الى الانتخابات، الرئاسية منها والمجلسية، ويوم صار النواب جماعة ب “أَمْرِكَ” يستشعرون الخارج ولا يشرّعون، ويوم صار الناس يسمحون للسلطة بأن تتعامل معهم كفِعل عدميّ وأن تعاملهم ككَوْمة عبثية، ورقيق محلل للسخرة وغنم برسم الذبح.
في ٢١ تشرين من ذاك العام الأسود، سجن الفكر في زنزانة الجهل، وقبض على السيادة بالجرم المشهود دفاعاً عن وطن قلّ فدائيوه وكثر جلادوه.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها