اليوم الأخير والأطول

بزغ أخيراً فجر ٢٢ أيلول ١٩٨٨، اليوم الأخير من الولاية. تناول رئيس الجمهورية أمين الجميّل فطوره منفرداً، منزوياً في مكتبه يتملكه شعور بقلق تشوبه المرارة. وفي ساحة النجمة، كان رئيس المجلس حسين الحسيني يعمل على عقد جلسة لانتخاب مخايل الضاهر رئيساً للجمهورية بقرار سوري وموافقة أميركية. الا أن النصاب لم يكتمل ولم يحضر الا عشرة نواب. بدأ الوقت يضيق، وكان رئيس الجمهورية احتياطاً قد فاتح الرئيس شارل حلو برئاسته حكومة انتقالية في حال استحالة انتخاب رئيس للبلاد ضمن المهلة الدستورية. حضر الرئيس السابق الى بعبدا الا أنه في اللحظة الأخيرة اعتذر عن قبول المهمة لأسباب صحية، واقترح على الرئيس الجميّل الإبقاء على الاسم وتغيير الاسم الأول: بيار حلو.
استدعى الجميّل نائب عاليه الى بعبدا وقبل المهمة واتخذ من مكتب في القصر مكاناً لاجراء اتصالات تأليف حكومته. وبدأت التحفظات تنهال عليه بدءاً من الزعامات السنيّة الذين رفضوا المشاركة في حكومة تضم ميشال عون وسمير جعجع متهمينهما بمسؤولية اغتيال الرئيس رشيد كرامي. حتى أن مفتي الجمهورية أبلغ بيار حلو أن أحداً من أبناء الطائفة لن يشارك في هذه الحكومة الشاذة اذا ضمّت في عدادها الرجلين. والرجلان، عون وجعجع أبلغا رئيس الجمهورية أن لا حكومة من دونهما.
انقضى النهار الأخير فاعتذر بيار حلو عن المهمة.
غداً، تعويم حكومة الحص

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها