play icon pause icon
جورج يزبك (رئاسيات)

جورج يزبك

الجمعة ٦ كانون الثاني ٢٠٢٣ - 09:35

المصدر: صوت لبنان

اليوم الثامن

في متابعة لحادثة بوسطة عين الرمانة، يقول جوزف أبو خليل في كتابه “قصة الموارنة في الحرب” إنه لم يكن بين مطلقي النار في عين الرمانة أي كتائبي ملتزم، بل كانوا مجموعة من الأهالي الذين ما أن رأوا الموكب الفلسطيني المسلح حتى هبّ كل ّ إلى سلاحه، وقد ظنوا أنهم يتعرضون لهجومٍ، وراحوا يطلقون النار بشكل لا يعبر عن شجاعة بقدر ما يعبر عن ذعر. كانوا كلهم تقريباً لا يتبرأون من الكتائب ولا الكتائب تستطيع التبرؤ منهم. وعلى هذا النحو أصبح حزب الكتائب مسؤولاً عن حادث لم يشارك فيه ولا كانت له يد في أي واقعة من وقائعه”.
يبقى السؤال: ما كان الهدف مما جرى في عين الرمانة يومها؟ هل كان الهدف إغتيال الشيخ بيار الجميل؟، أم إيجاد الشرارة المطلوبة لاندلاع الحرب بعد أن فشلت الشرارة الأولى في صيدا بإغتيال معروف سعد؟
مجلة “النهار العربي والدولي” نشرت في عددها الصادر في 16 نيسان 1984 تحقيقاً عن حادثة عين الرمانة جاء فيه أنه في ليل 13 نيسان 1975، باشرت مجموعات فلسطينية من مخيم تل الزعتر بمحاولة اقتحام عين الرمانة، فتصدى لها الأهالي. وبعد ساعات من التراشق بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة تراجعت تلك المجموعات إلى داخل مخيمها تاركة في أرض المعركة عدة جثث لمقاتليها. ويضيف التحقيق أنه وجدت في ثياب أحد القتلى خريطة لعين الرمانة مع أمر عمليات باقتحامها من ثلاثة محاور: الأول من كنيسة مار مخايل – قصر الطيار، الثاني من شارع أسعد الأسعد باتجاه مارون مارون، الثالث من مشاتل شمص نحو الطيونة. وفي التحقيق أنه بعد سنوات على حادثة البوسطة حصلت مراجع لبنانية عليا على تقرير سري رفعه مساء 13 نيسان 1975 رئيس محطة الاستخبارات الاميركية في بيروت إلى قيادته يشير فيه إلى أن سقوط الحكم في لبنان سيتم في اليوم الثامن بعد 13 نيسان 1975 على أبعد تقدير، واعتبر المسؤول الأميركي أن الحصار المضروب على عين الرمانة وفرن الشباك وسن الفيل سيؤدي إلى سقوطها في أيدي المنظمات الفلسطينية، وبالتالي سقوط العاصمة بيروت في يد المقاومة الفلسطينية وسقوط الحكم اللبناني. ويختم التحقيق: “بعد مدة قصيرة تم نقل المسؤول الأميركي من بيروت”.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها