انتصارات العلم غير الضرورية

عُرض مؤخراً تقريراً عن نجاح عملية إعادة الحياة الى دودة، عمرها 46 ألف عام، كانت مدفونة في الثلج. ولا يريدون فقط إعادة الحياة للدودة المدفونة في الجليد، بل جعلها تتكاثر. وهذا يحصل لأول مرة على كائن غير مجهري.
وعندما سألتْ المذيعة السيدة المتخصصة بهذه العلوم، قامت بتعداد حسنات هذا الحدث العلمي: الانتقال من احياء الدودة الى محاولة إعادة احياء الحيوانات المنقرضة الأكبر كالماموث مثلاً أو إعادة بشر الى الحياة او إيجاد بعض الادوية لبعض الامراض، وهذا قد يساعد على إيجاد إجابات عن إطالة العمر وغيره من ذرائع تتكرر كتفسير لمثل هذه الأبحاث الدولوكس.
علقت المذيعة ان مثل هذه الأبحاث باهظة الكلفة، الا يوجد أبحاث أكثر إفادة لصرف مثل هذه الأموال الطائلة؟
فأصرّت على أنهم يبحثون الآن عن تمويل بربع مليار دولار لاستكمال هذه الأبحاث!!
هذا النقاش للخبر السوريالي يجري فيما الكرة الارضية تنقسم بين مناطق تشتعل بلهيب الحرائق المتنقلة، أوروبا وكندا وحتى سيبيريا سابقاً، وبين السيول الطوفانية التي تتقاسم جزءاً آخر من الكرة كالصين مثلاً ، ومناطق تعاني الجفاف ونقص فادح في المياه كالعراق وايران وغيرها من المناطق.

ناهيك عن الحروب المشتعلة، من حرب روسيا على أوكرانيا الى البؤر الجديدة كالسودان، والنيجر او التوتر الحاصل في آسيا بين الصين واميركا، ايضاً سياسة إيران العدوانية في الاقليم التي تمتد من اليمن الى للبنان، مرورا بالعراق وسوريا. وما نتج وينتج من لاجئين بالملايين يتكاثرون يوما بعد يوم ويموتون في البحار هربا من الجحيم الذي يعانونه.
أما الأمراض والجوع، فيفتكان بمئات الالوف وباتا يهددان ملايين من البشر.
هذا دون ان ننسى ان احتمال معالجة بعض الامراض، يتصاحب مع احتمال إعادة امراض اختفت أو خلق امراض جديدة من طفرات تحصل عند الكائنات المعادة للحياة بحيث لا نعرف ردة فعل اجسامها على هذه التجارب. فلم ننته بعد من آثار الكورونا الذي غيّر طريقة حياتنا وضرب الاقتصاد العالمي ولم نعرف سببا له حتى الآن.
مع ملاحظة ان من سوف يستفيد من مثل هذه الاكتشافات هم حفنة من محتكري الثروات الجدد أصحاب المليارات لمالكي وسائط التواصل والذكاء الاصطناعي ولأصحاب الشركات العابرة للقارات.
وهذا من اجل غرور بعض العلماء في تسجيل سبق علمي مثير يؤمن لهم الشهرة، بدل معالجة مشاكل تقتل الملايين.
انه عالم مجنون يعمل على إفناء نفسه.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها