play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢٥ كانون الثاني ٢٠٢٢ - 09:01

المصدر: صوت لبنان

انتظام أو نظام جديد؟

فشل الرئيس سعد الحريري في تقليد والده مرتين: مرة بممارسته العمل السياسي، ومرة بعزوفه عنه.
أما وقد اتخذ قراره، فهذا قرار نادر ان لم يكن سابقة في تاريخ السياسة في لبنان أن يتخذ رئيس حركة سياسة قراراً بتصفية حزبه أو تياره من دون أن يكون تحت تأثير هزيمة سياسية أو انتخابية. سلمّ الحريري كتلة نيابية ورئاسة حكومة ممكنة في أي وقت للمجهول.
في أي حال، يمكن من خلال قرار العزوف استشراف الشيء ونقيضه، ويجوز الوجهان: إما أن يكون الرئيس الحريري يحاكي بقراره المذكرة الكويتية باسم الخليج والعرب والغرب من خلال مقاطعة جمهورية حزب الله، من دون ان يقولها صراحة بل رمزياً من خلال الاشارة الى النفوذ الايراني والى ٧ أيار، وإما يكون قد رمى قراره بالعزوف بوجه السعودية، وتحديداً بوجه ولي العهد، علّها تعرف ويعرف قيمته في الشارع السني. في الحالة الاولى، يلعب الحريري في ملعب القرار ١٥٥٩، وفي الحالة الثانية، يلعبها سولد مع المملكة طالما لا شيء يخسره بعد، فاما كل شيء منها أو لا شيء. أرجح الاولى، من دون اهمال الثانية ، ومقاطعة الحريري قد تقطر مقاطعات جديدة داخل الطائفة السنيّة وربما المسيحية والدرزية أيضاً، بما يشكل عزلاً لحزب الله من قبل مكونات الداخل، تضاف الى العزل والعقوبات من الخارج، وتكون هذه نسخة مدنية غير اسرائيلية عن حرب تموز ٢٠٠٦.
رفيق الحريري اغتالوه للتخلص من قوته التمثيلية في لبنان، سنياً في الداخل، وسعودياً في الاقليم، وعلاقات دولية في العالم. سعد الحريري اغتال نفسه بعدما بايعه سنّة لبنان وتخلت عنه السعودية، وأهملته عواصم القرار الدولي. ان قرار العزوف تأخر أربع سنوات. في العام ٢٠١٧، احتجز الحريري في الرياض، في العام ٢٠٢٢ نفذ أوامر الحجز. عزوف الحريري ليس الامقدمة تضاف الى المذكرة الكويتية الخليجية العربية الدولية. فلننتظر إما انتظاماً، وإما نظاماً سياسياً جديداً، ومن ينتظر الانتخابات النيابية سينتظر طويلاً.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها