play icon pause icon
جورج يزبك (رئاسيات)

جورج يزبك

الخميس ٢٥ أيار ٢٠٢٣ - 08:58

المصدر: صوت لبنان

انقلاب السادس من شباط

في الثاني من شباط ١٩٨٤، بدأ تمرد حركة أمل في الضاحية الجنوبية وتمدد الى بيروت الغربية للسيطرة عليها، مدعومة من مدفعية الجيش السوري في صوفر، ومدفعية التقدمي في الشوف وعاليه، ومساعدة مسلحي جماعة أبو موسى المنشقة عن ياسر عرفات. حاصرت ميليشيا “أمل” اللواء السادس بقيادة شيعي هو العقيد لطفي جابر وأجبرته على إعادة الجيش الى ثكنة هنري شهاب في الأوزاعي ، وإعلان العصيان، وهذا ما حصل في السادس من شباط تاركاً بيروت الغربية رهينة لحركة “أمل” بزعامة نبيه بري. وفقدت بعض ألوية الجيش الاتصال في ما بينها، وغادر العكسريون المسيحيون المنطقة الغربية خوفاً على سلامتهم. ولم يتأخر الثنائي نبيه بري ووليد جنبلاط عن اعلان انتصارهما بغطرسة وتعال. وطالب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بتحييد الجيش وسحبه من بيروت وإعادة النظر في تركيبته ودوره.
في السياسة، استقال الوزراء المسلمون من الحكومة تحت الضغط السوري، وأبلغ رئيس الحكومة شفيق الوزان الرئيس أمين الجميّل بعزمه على تقديم استقالته. واتصل الرئيس صائب سلام طالباً من الجميّل السيطرة على بيروت لكن من دون استعمال القوة. وكي تكتمل حلقات الفوضى، وبخيانة موصوفة، سلم قائد الكتيبة ٤٣ في اللواء الرابع في الشحار الغربي النقيب الوليد سكرية قطاعه الى ميليشيات التقدمي. للمفارقة، ساعدت إسرائيل سوريا وراحت سفنها في عرض البحر تشوّش على الاتصالات اللاسلكية للجيش. إسرائيل، سوريا، نبيه بري ووليد جنبلاط في سلة واحدة.
غداً الرئيس المتألم

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها