فرنسوا ضاهر

الخميس ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٢ - 15:53

المصدر: صوت لبنان

باب الخلاص…

منذ نشأة لبنان الكبير في 1/9/1920 وصلاحيات المسيحيين في إدارة الدولة هي عرضةً للتآكل التدريجي والإنتقاص (1943

و1958 و1961 و1969 و1975 و1990)، حتى باتوا يجدون في المسلمين، شركاؤهم في الوطن، الذين ينازعونهم تلك الصلاحيات، مرتعاً وملجأً وضمانةً لكيانهم، كذلك (أسفاً) مفتاحاً لتبوّءِ المناصب العليا وإشباع نزواتهم السلطويّة.

 

فمنهم من ذهب بإتجاه حلف الأقليات الذي تكرّس بإتفاق مار ميخائيل (6/2/2006)، ومنهم من ذهب بإتجاه التحالف مع الخليج العربي الذي بات يتحكّم بخياراته المفصلية، ومنهم من هو أقليّة الذي آثر الحفاظ على إسقتلاله وعدم تبعيّته لأي محور إقليمي في مواقفه وخياراته.

 

فكان من ناتج هذه الوضعية أن إهتزّت مرتكزات الميثاق الوطني اللبناني وإنشطرت البلاد بين محورين إقليميين متصارعين يتنازعانها، المحور العربي والمحور الإيراني. فتموضع المسيحيون ضمن هذين المحورين بدلاً من إستيعابهما، فأفقدوا ذاتهم علّة وجودهم في هذه المنطقة، كما بدّدوا خصوصيتهم التي ضمنها الكيان اللبناني.

 

فأضحى كلّ فريق يبتدع مفاهيم ومصطلحات وفذلكات ونظريات وهرطقات في الدستور لتدعيم مشروعه السياسي، في مواجهة مشروع الفريق الآخر، وذلك لغاية وضع يده على البلد والإمساك بمفاصل حكمه.

 

ما أدّى الى جعل الإصلاح في لبنان مستحيلاً، والمحاسبة فيه مستعصية، والعدالة منحازة.

 

وإن تطوير هذا الواقع وتعديله وتحسينه لن يحصل إلاّ إذا إستعاد المسيحيون الإمساك بمصير بلدهم عن طريق تخلّيهم عن وضعهم الذميّ والتَبَعي، وتشبّثوا بإستقلال وطنهم وسيادته وحياده، وإنتصروا لأحكام دستوره، وراعوا مقتضيات الميثاق الوطني الذي أبرموه مع شركائهم سنة 1943 وأكّدوا عليه بدستور الطائف (1990) ورفضوا إتمام أي تعديل عليه في هذه المرحلة.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها