جورج يزبك

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٩ - 13:18

المصدر: صوت لبنان

بالإذن من إنجيل متى

الرئيس سعد الحريري رجل جريء ومثابر لدرجة الوقاحة. فرغم كل الأثقال السياسية، وغربة لبنان عن الخليج العربي، وعجزه عن ردع بعض حكومته المشتَتة والمشطِطة في الخليج الفارسي، قرر الذهاب الى أبو ظبي وراء مكرمتبن، سياحية ومالية. الأولى حصل عليها واهلاً وسهلاً بالأخوة الإماراتيين في دولة تحطم الكثير من زجاجها. والثانية ممكنة لكن ممنوعة من الصرف لمشاورات بين الامارات والسعودية أولاً، بانتظار المشورة بين الرئيسين عون والحريري بشأن القرار السيادي في دولة عرضة للالتهاب. انتهى الزمن الماضي، حزب الله يتحشر، لبنان يتحسر، حزب الله يتصرف، لبنان يتأفف، اسرائيل تدمّر، وقطر تعمّر. انتهى زمن الحقائب والشنط والأكياس. انتهى موسم المجاني و”البلاش” حتى بين السعودية ولبنان، وبدأ مفهوم دراسة المخاطر قبل إقرار أي وديعة إماراتية أو أي منحة كويتية، في بلد القطاع العام فيه ماض في الهدر والقطاع الخاص في الفقر. صار لبنان عقاراً خاضعاً للكشف والتخمين وإتمام معاملات الرهن تمهيداً لالقاء الحجز عليه مقابل بعض المال، هذا إذا دفع المال واقتنع أصحاب الرأسمال.

صار لبنان بعيون الخارج، عرباً وغرباً، زبوناً يفحص سجله، وتدرس ملاءته قبل أن يستجاب طلبه. لم نعد في زمن “اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم”. بالإذن من إنجيل متى.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها