play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢١ - 07:48

المصدر: صوت لبنان

ببغائية قرداحي

ما الفرق بين سمير عطالله وجورج قرداحي. الاثنان لبنانيان. الاثنان صحافيان. الأخير طرحوه وزيراً. الأول وزير من دون توزير. الفرق أن سمير عطالله انتقد سياسة موريتانيا، بلد المليون شاعر. واعتذر شديد الاعتذار عما كتب وعما لم يكتب، فور مطالبة أحدهم بطرد اللبنانيين من بلاده، لأنه لم يتخيّل نفسه للحظة مسؤولاً عن قطع رزق انسان، بسبب مقال أو موقف، ومهما كان حجم الجالية اللبنانية في موريتانيا.

أما السيد قرداحي فراح يحاضر بالكرامة والسيادة وعزة النفس ويطالب بضمانات ويقحم بطريرك الموارنة شاهداً وكاتماً ووسيطاً. فجاءه الجواب في عظة الأحد. لا يا سيّد جورج، عيّنت وزير اعلام ولم تستأجر كببغاء ترددّ ما يقال. هل انتقاص السيادة يأتي من السعودية أم من غير السعودية؟ هل انتهاك السيادة يأتي من خليجيين أم من لبنانيين؟هل التدخل في الشأن اللبناني يأتي من سفارة البخاري أم من بوريفاج سليماني وعنجر قاآني؟ هل تعمل الرياض على إدخال لبنان عضواً في دول مجلس التعاون الخليجي، أم هي طهران تشدّ لبنان الى محور اليمن-سوريا؟ أتذكر يا سيد جورج وأنت تحاضر في السيادة، أن السفير الايراني محمد جلال فيروزنيا رفض الحضور الى قصر بسترس تلبية لاستدعاء وزير الخارجية شربل وهبي له على خلفية مقال نشرته قناة العالم الإيرانية يحمل إساءة للبطريرك الماروني بشارة الراعي، البطريرك ذاته الذي استعنت به كصديق وحمّلته أثقالك؟

إن من ينتهك السيادة، ويمحو الكرامة هو من يموله الخارج، ويسلحه الخارج، ويأتمر بالخارج، وينفذ في الداخل ما يريده الخارج. وعدا ذلك، لن تربح المليون، مهما حذفت من إجاباتك المسيئة. فأنت اليوم كيس رمل للمناورة أو للمبارزة أو للمبازرة. اسمع ما قاله النائب طوني فرنجية. ولا تستقو بعراضات الجرود القريبة من فيطرون وكفرذبيان، العراضات الصامتة لكن المعبرّة، غير المرقطة لكن بالقمصان السود، التي ليست مدار اعتزاز بل اشمئزاز، وليست مدعاة امتياز بل احتجاز واهتزاز ، فاستقل لا كرمى للمملكة، بل للبنان، لأن لا أحد من اللبنانيين سيقبض كلامك وزيراً للاعلام بعد كل جلسة لمجلس الوزراء. إرحل بسلام.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها