play icon pause icon
جورج يزبك (رئاسيات)

جورج يزبك

الثلاثاء ٣١ كانون الثاني ٢٠٢٣ - 08:41

المصدر: صوت لبنان

بطاركة السياسة الموارنة

في ١٦ شباط ١٩٧٧، عقد الرئيس الياس سركيس اجتماعاً عاصفاً مع رئيس الكتائب بيار الجميّل قال خلاله: لنكن واضحين، اذا كنتم قد اخترتم في الجبهة اللبنانية الانفصال عن الشرعية وانشاء جيش مسيحي، فلا تتكلوا علي وفتشوا عن رئيس غيري يقبل بمشروعكم. رفض بيار الجميّل الاتهام وأكد تمسكه بلبنان الواحد، لكنّه طلب من سركيس وضع حدّ لتجاوزات الفلسطينيين والتنبه الى بدء تفلت الجيش السوري من عباءتي الشرعيتين اللبنانية والعربية، وطالب بسحب الجيش السوري من المناطق المسيحية. انتهى الاجتماع بإبداء سركيس حرصه على علاقات ودّ مع الكتائب ورئيسها. لكنّ علاقاته كانت أقل من عادية مع سليمان فرنجية وأكثر من سيئة مع كميل شمعون الذي كان يتهم سركيس بإعادة ترسيخ الشهابية وتكوين جيش لبناني معاد للأحزاب المسيحية. وكان سركيس يعترف بأن شمعون الساحر هو البطريرك الماروني للموارنة والمسيحيين، وبأن بيار الجميّل هو الأقوى مع حزبه في تمثيل الوجدان المسيحي. وأقرّ سركيس بأنه رغم أن الرئيس فؤاد شهاب كان مارونياً مؤمناً وممارساً، وبأننا كنّا نوعز للاعلام بالتركيز على الرئيس شهاب وهو يرسم إشارة الصليب ويتناول القربان المقدّس خلال القداديس الرسمية، لكن دون جدوى، فالمسيحيون كانوا يعيشون مسيحيتهم ومارونيتهم من خلال اثنين: كميل شمعون وبيار الجميّل.
غداً، حديث السيارة بين فؤاد بطرس وسايروس فانس.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها