جورج يزبك

الثلاثاء ١٨ شباط ٢٠٢٠ - 07:42

المصدر: صوت لبنان

بطريرك الكلام

في يوم واحد تزال صورة للرئيس الحريري في طرابلس، ويعتصم محتجون أمام منزل فيصل كرامي في المدينة، وترفع صورة للمطران بولس عبد الساتر في ساحة النور. المشهد معبّر. هذه هي الثورة الحقيقية التي لا تعطي سماحاً، ولا تجيز امتيازاً، ولا تسمح بتنازل. لا تفرّق بين عاصمة وضاحية، بين يمين ويسار، بين غني وفقير، بين حليق ذقن ومطلق لحية، بين طابيّة كاهن وعمامة شيخ. المطران بولس عبد الساتر هو اليوم البطريرك، بطريرك الدولة والثورة معاً، ليس مقتنص فرصة، ولا راكب موجة، ليس ضيف شرف ولا عابر سبيل. بل قام بثورته في أبرشية بيروت، فنظّف وغسل وجلى وشطف درج الاكليروس من فوق، وإلا لما كان قادراً على أن ينظر في عيون المدعوين، رؤساء ووزراء ونواباً ويقولَ ما قاله في عيد مار مارون. ولولا العرف التاريخي، لقلت إنه آخر تاسع من شباط يحضره المسؤولون كي لا يسمعوا فصلاً جديداً من رسالة بولس، فيها تأنيب وتوبيخ وترشيد لتلميذ أول لم يكن مجتهداً فرسب في السنة الأولى، والثانية، والثالثة. وعلامات ال Partielفي السنة الرابعة غير مطمئنة.

ولتلميذ ثان تفوّق لكن على طريقته. وفيها درس لثالث لم تكن علاماته مشجعة يوم جُرّب وزيراً في ما مضى.

نعم، صار في بيروت بطريركان. الياس عودة وبولس عبد الساتر. الاثنان لبنانيان، لا تفصلهما أصول ارتوذكسية ولا حدود مارونية. الاثنان مستحقان.

ومن قال إن التلميذ لا يفوق معلمه؟ ومن قال إن المرؤوس لا يسبق رئيسه؟ ومن قال إن كلام مطران لا يكون بطريرك الكلام.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها