play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الجمعة ٢٣ أيلول ٢٠٢٢ - 08:43

المصدر: صوت لبنان

بين القوتلي وبشارة الخوري…

في تشرين الثاني 1947، وافق مجلس النواب السوري في دمشق على تعديل المادة 68 من الدستور السوري بما يتيح للرئيس شكري القوتلي ولاية دستورية ثانية، وأعيد انتخابه رئيساً في 18 نيسان 1948، قبل أن يطيح به انقلاب عسكري أوصل قائد الجيش حسني الزعيم الى الرئاسة السورية في 29 آذار 1949 بعد أقل من سنتين على تجديد الولاية. لم يكن الانقلاب السوري بسبب تجديد ولاية القوتلي بل تسببت به نقمة المؤسسة العسكرية على الطبقة السياسية الحاكمة وتحميلهم مسؤولية هزيمة الجيش السوري في فلسطين.
وفي لبنان، حصد بشارة الخوري توقيع 46 نائباً من أصل ٥٥ تألف منهم مجلس النواب في حينه وتمّ تعديل الدستور وأعيد انتخابه لولاية ثانية، باعتراض تسعة نواب بينهم وزير الخارجية هنري فرعون وكميل شمعون وكمال جنبلاط.

انزعج بشارة الخوري من سماع خبر الإطاحة بالرئيس شكري القوتلي على يد قائد الجيش حسني الزعيم وارتسم في ذهنه مشهد شبيه ومصير مماثل، خاصة وأن وجوه الشبه بين بشارة الخوري وشكري القوتلي كانت كبيرة، فكلاهما كان من ذات الطبقة السياسية وكلاهما عارض الفرنسيين ووقف ضد مشروع سوريا الكبرى الذي نادى به ملك الأردن عبد الله الأول. الفارق أن بشارة الخوري اعتقل على يد الفرنسيين سنة 1943 قبل رفيقه شكري القوتلي الذي أودع سجن المزة عام 1949.
وهكذا نال لبنان استقلاله قبل اعلان استقلال سوريا.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها