play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٤ أيار ٢٠٢١ - 08:28

المصدر: صوت لبنان

بين Yale ويا ليل

لبنان البهدلة. لبنان البؤس. لبنان الشؤم. لبنان المهربجيي والحراميي. ألفظ هذه التوصيفات بكل أسى، لكن ما يعزيني أنها لنعت طبقة أطبقت على لبنان وليست لتعيير لبنان الوطن، بل لبنان الدولة. من حق كل جائع، من حق كل محتاج، من حق كل هارب من لبنان وغارب عن البلد أن يدعّي على كل من خنق الدولة ليتنفس هو، وكل من أفقر الدولة ليثرى هو، وكل من حلب الدولة ليأكل هو، وكل من هرّب أمواله هو ليستعمل ودائع عرق الجبين للشعب المسكين. لا أريد أن أعرف ما اذا كان رياض سلامة مبيِّضاً، الأكيد أنه لم يكن يوماً مُبيضاً، بل أكل البيضة والتقشيرة، يكفي أنه هرّب أمواله وأوعز للسياسيين والمصرفيين والمقربين بأن يحذوا حذوه. فعلتها أماني سلامة القاضية الجريئة ليس ببيان صادر عن موقعها رئيسةً لنادي القضاة، بل بصفتها قاضي التحقيق الأول في البقاع، وسجلت سابقة في تاريخ الدعاوى الجزائية على المصارف ورؤساء مجالس إدارتها بإصدارها قراراً قضى بوضع إشارة منع تصرف على عقارات هذه وهؤلاء، وعلى حصصهم وأسهمهم في الشركات، داخل الأراضي اللبنانية وخارجها، بجرائم إساءة الأمانة والإحتيال والغش بتهريب الأموال والإثراء غير المشروع.
إن أصحاب القرار السياسي والمالي على مدى سنوات مسؤولون عن مأزومية البلد الكارثية، مسؤولون عن التهجير القسري لأدمغتنا. إنهم نوع من حرب عالمية أولى حملت اللبنانيين الى المهاجر، ونوع من جراد يأكل ولا يشبع. كنت أقرأ في مجلة أميركية فاسترعاني اسم لبناني الدكتور جو الخوري الذي يشغل منصب مدير Clinical chemistry في جامعة Yale العريقة، أذكره اليوم ليس لأنه إبن الصديق والزميل المحامي مارون الخوري، بل لأنه نموذج عن لبنانيين كثر أبعدتهم سلطة بلاد المنشأ قسراً، فكرمتهم بلاد الضيافة واستفادت من عقلهم. قرأت مقاله البحثي ولو لم أفهم من هذه الدراسة المتقدمة في Biochemistry الا القليل القليل. أنا شخصياً أؤمن بال chemistry أو الكيمياء ليس بالمعنى العلمي بل بالمعنى التناغمي أو بمعنى الشرارة الرومانسية الانجذابية. لا نطلب كيمياء بين رجلين لتأليف حكومة، بل فقط كيمياء بين الرجلين ولبنان، ومن عوارض الكيمياء بين رجل وامرأة احمرار الوجه. على الأقل ليحمرّ الجبين خجلاً بعد سبعة أشهر من التعطيل.
أعود الى الأهم. اسم يفرح القلب في Yale، وهنا جوقة السياسة تغني يا ليل.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها