تأليف، تمديد، اعتذار

بكل وضوح الحكومة مؤجلة رغم كل حرص الرئيس المكلف على اختصار معاناة الوطن، والسبب ليس لخلاف على وزارات العدل والداخلية والطاقة والشؤون، بل لحسابات يجريها الرئيس المكلف حول امكانات نجاح حكومته في ضوء تراجع الدولة وقراراتها مقابل تقدم ح-ز-ب ا-ل-ل-ه وقراراته السريعة والنافذة مقابل صمت رسمي ازاءها.
والواضح ان المشكلة باتت أبعد من خلاف على وزارات وأسماء، وصارت تتعلق اكثر بقدرة الحكومة ورئيسها على التعامل مع ملفات حارقة، والقدرة على اتخاذ مواقف حاسمة منها.
ومما لا شك فيه ان الرئيس ميقاتي يطرح على نفسه الأسئلة التالية قبل ان يقرر التأليف او الاعتذار:
ا- هل نجيب ميقاتي يريد لنفسه دور رجل المرحلة التي تستوجب التصدي لقرارات استراتيجية لحزب ا-ل-ل-ه بطلب مباشر من الولايات المتحدة والسعودية، وبشرط مباشر من الصناديق العربية والدولية للشروع بخطة الإنقاذ، وقبل ذلك بواجب وطني لبناني؟
٢-أليس من الأفضل لنجيب ميقاتي ان يؤخر التأليف الى ما بعد نهاية أيلول للتخلص من قرار حارق برفع الدعم ويترك أمر اتخاذه لاجتماع مماثل لاجتماع بعبدا يوم السبت الماضي؟ كما ان هذه الفترة ستكون ايضاً كافية لاستكشاف مصير القافلة الايرانية، حقيقة أو fake، وكيفية التعامل الاميركي والاقليمي معها.
على نجيب ميقاتي أن يجيب نجيب ميقاتي على هذه الأسئلة، وهذا ما سيجعله يقرر التأليف أو التمديد أو الاعتذار.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها