play icon pause icon
أنطوان صفير

أنطوان صفير

السبت ١٢ كانون الأول ٢٠٢٠ - 08:50

المصدر: صوت لبنان

تأليفٌ ضائع وحقوقٌ سائبة

ننتظر بفارغ الصبر صدور مرسوم تشكيل
الحكومة الجديدة،

التي كان من المفترض أن تكون قد بدأت
بأعمالها منذ أشهر ،
خصوصاً أنَّ الرابع من آب كان جريمةً
ضِدَّ الإنسانية هزَّت العالم،

وربما لم تؤدي الى تحريك بعض الضمائر
الداكنة في وطننا.
حيث المحاصصةُ قرارٌ ومبدأ وقاعدة، أمّا
الإستثناء فهو دولة الحقوق والقانون.
إنّها مهزلةٌ أن نصل الى مرحلةٍ ننتظر
فيها بزوغَ فجر حكومةٍ جديدة،

  من المطلوب أن تكون حكومة المهمّة
والمهمات،

أن تصل الى حدود الإنهيار معناها أن يكون
لديك حكومة على مستوى الخيارات الكبرى.
فتفتحَ كل الملفات فساداً ومفسدين
ومشتركين،

من أخذوا أموال الناس وأرواحهم معها. ومن
أدّت بهم قلّةُ المسؤولية الى ترك
المواطنين دون مأوى بعد الرابع من آب.
ودون إقتصاد مع إقتصاد مهترئ.
ودون نقد مع الوصول الى وضع اليد على
الأموال العامة والخاصة.
والمسألة تُطرح من باب الدستور:
من له صلاحية تشكيل الحكومة؟

هل رئيس الجمهورية؟

أم الرئيس المُكلف؟

أم هي صلاحيةٌ مشتركة…
نعم، في واقع النص الدستوري لا حاجة بنا
للإجتهاد والنص واضح،

صلاحية مشتركة بين رئيس الدولة ورئيس
الحكومة المُكلّف.
هذا يطرح على ذاك وذاك يطرحُ على هذا…لا
فرق،
المهم أنّ لا حكومة دون توقيع الرئيسين،

وبالتالي فلا ندخل في نطاق النزاعات
الدستورية والنزاعات السياسية،

لنلقي اللوّم مرّةً بعد مرّة على هذا
الفريق وذاك،

بينما البلاد لا تتحمل ترف الوقت وترف
الإنتظار،

فلا الوقتُ للمشاحنات….!
بل الوقت واضحٌ وواضحٌ،

قصيرٌ وقصير،
لأنَّ الإنهيار آتٍ هذا…
ما تحذر منه المراجع الدولية والعربية
والمحليّة وكل من يفقه الإقتصاد وعلمه،

وعلم النقد والمال، وحتى قلوب المواطنين
الذين لا يفقهون العلوم. ولكنهم يعرفون
أنهم سُلِبوا وسُلِبت أموالهم وضُربت
وإغتيلت طموحات شبيبتهم التي تتوق الى
مغادرة لبنان وهذه فضيحة الفضائح.
شكلّوا حكومة اليوم قبل الغد،

فنحن بحاجة الى سلطة إجرائية تجري ما
يلزم وسريعاً من قراراتٍ

وتتخذ من إجراءات،

كفى فساداً وإفساداً،

كفانا مضيعةً للوقت وشراءً للوقت،

علَّ العين الدولية لا تلاحق لبنان!!!!
  وهذا حرام…..لا بحق هذا الفريق وذاك، بل
بحق الفقراء والمُعدمين والطبقات الوسطى
من كل طائفةٍ ولونٍ ومنطقة.
إنه الوقت الحاسم….
ألِفوا الحكومة لكي تقوم بأعمالها،
وتكون مستقلةً بأفكارها وأشخاصها،
وقادرةً على قيادة المرحلة.
علّنا لا نصل الى الإنهيار بل الى إدارةٍ
صحيحة وصحيّة،

وإلاّ فقد فات الأوان ….
والسابع عشر من تشرين سيكون في كل يوم.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها