حسان القطب

الثلاثاء ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٠ - 08:19

المصدر: المركز اللبناني للابحاث والاستشارات

تجهيل وتجاهل للخلايا الناشطة مقابل الترهيب من الخلايا النائمة المجهولة…

يبدو ان علينا العيش في القلق خوفاً من الوضع الامني غير المستقر مع ما ترتكبه الخلايا اليقظة والمنتشرة او من الخلايا النائمة… إذ منذ فترة وبعض الاقلام الصحفية وهي تنشر وتذيع وتعمم وتحذر نقلاً عن مصادر موثوقة وقنوات امنية ومعلومات متقاطعة واخبار متواترة وتسريبات دقيقة، تشير وتؤكد اي هذه الاقلام والمصادر سواء كتابةً او من خلال اطلالات اعلامية تلفزيونية او اذاعية، عن احتمال تحرك او عن قرب تحرك مجموعات وخلايا نائمة لضرب الاستقرار في لبنان واستهداف قيادات من محور ايران في لبنان او من معارضيه لاشعال فتنة او تأجيج صراعات داخلية او التسبب بمواجهات طائفية او مذهبية… ولكن هذه الاقلام والاصوات لم تعلن عن مصادرها او عن الجهة التي تزودها بالمعلومات والتقارير لنشرها… ربما حفاظاً على سرية مصادرها…..وربما لاسباب سياسية الهدف منها زرع القلق والخوف للموافقة على كل ما يتم الاتفاق عليه او فرضه على اللبنانيين بقوة الامر الواقع وسلاح الميليشيات… اكثر منه اظهار الحرص على لبنان وشعبه ومواطنيه واستقرارهم وهدوء عيشهم..والاشارة الى الخلايا النائمة هو مصطلح وتعبير يستخدم للترهيب من المجهول الذي لا يعرفه المواطن… وربما لتبرير احداث امنية معينة قد تقع نتيجة التشنج السياسي وفلتان السلاح والانخراط في محاور محلية واقليمية … طبيعتها قتالية ولا تعرف سوى استخدام لغة الصراع والمواجهة والتحريض عليها…

نماذج من التحذيرات والقراءات…

(الاخبار.. تحت عنوان سيناريوات لتحريك خلايا نائمة بدعم أميركي وسعودي: تحذيرات من «فتن أمنية» كتبت ميسم رزق … في ضوء التطبيع الخليجي – الإسرائيلي يزداد الضغط على لبنان للانضمام إلى الركب. المملكة العربية السعودية تكتفي حالياً بدور المتفرّج، فيما الولايات المتحدة تفعّل خطتها لتنفيذ نظرية تتشاطرها واشنطن والرياض: «دعوا البلد ينهار حتى نعيد بناءه من دون حزب الله»…. ضرب البعد الأمني في العمق، من خلال تحريك لخلايا نائمة وافتعال فتن. وهو ما لم يعُد سراً، إذ أن الكثير من القوى السياسية والأمنية باتت تتحدث عن تقارير تؤكد وجود تهديدات أمنية جدية. وإذ تبدو الحركة السعودية في لبنان حتى الآن خافتة، إلا أن المعلومات تؤكّد بأن المملكة تشاطر واشنطن نظريتها، لكنها لن تتدخل الآن مباشرة، بل ستنتظر انهيار البلاد بالكامل، وفقَ قناعة تامة بأن «هذا الانهيار سيؤثر سلباً على حزب الله فقط، وأن ذلك سيُضعفه وسيجعله يتراجع. وبالتالي سيكون بالإمكان إعادة بناء الدولة في لبنان بأجندة أميركية وتمويل سعودي»!…)

(قاسم قصير كتب في موقع اساس….تعبّر مصادر دبلوماسية عربية في بيروت عن مخاوفها من حصول تطورات أمنية خطيرة خلال الأسابيع المقبلة، سواء من خلال عمل أمني إسرائيلي في لبنان، أو بسبب المخاوف من اندلاع بعض مظاهر العنف الاجتماعي في حال رفعت الحكومة الدعم عن السلع الأساسية … وفي مقال سابق كتب قاسم قصير التالي…وبموازاة المخاوف والمعطيات المتوفرة لدى المسؤولين الإيرانيين وحزب الله حول احتمال حصول عمليات أمنية في الأسابيع المقبلة، فإنّ هذه المعلومات تقاطعت أيضاً مع معطيات وصلت إلى مسؤولين أمنيين لبنانيين، تحدّث عنها وزير الداخلية محمد فهمي في تصريحات علنية مؤخراً، إضافة إلى ما أشار له المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ومدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا خلال الاجتماع الأخير لمجلس الدفاع الأعلى، وإن كانت المخاطر حسب هؤلاء المسؤولين تأتي من جهات أخرى ومنها المجموعات الإرهابية التي عادت للتحرّك مجدّداً في لبنان. وقد كشفت جريمة كفتون عن حجم خطر هذه المجموعات التي ضمّت عشرات الناشطين. هذا إضافة إلى مخاوف من عودة تفعيل دور تنظيم داعش في عدد من دول المنطقة وتمدّده إلى لبنان مجدّداً…)…..

الملفت ان هؤلاء الصحافيين… يتجاهلون كلياً انه منذ مدة يتواصل مسلسل الاغتيالات والقتل والسرقات والاعتداءات والاشتباكات المتفرقة وعمليات الخطف واطلاق النار على القوى الامنية في لبنان، بوتيرة مرتفعة ومتسارعة ومقلقة…ومع ذلك لم يشير اي اعلامي او سياسي من هذا الفريق القلق في كتاباته وتصريحاته ومواقفه او الحريص في اطلالاته، ومشاركاته في البرامج التلفزيونية والاذاعية الى خطورتها وتداعياتها على الواقع اللبناني والاقتصاد اللبناني وعلى سير الحياة الطبيعية للمواطن اللبناني وعلى حرية التحرك على امتداد الوطن والكيان….

الا تستحق هذه الجرائم التوقف عندها والسؤال عمن يتحمل مسؤولية وقوعها… ومن يحمي مرتكبيها ومن يؤمن السلاح والعتاد لهؤلاء ويعطيهم شرعية حملة السلاح، وعدم السماح بملاحقتهم ووقف ممارساتهم والاجهاز على هذه البؤر الامنية التي تعبث بامن واستقرار اللبنانيين… وتقضي على مستقبل لبنان الاقتصادي واستقراره السياسي ونسيجه الاجتماعي….

سنعرض لبعض ما يجري من ممارسات اجرامية وامنية تمارس من قبل خلايا ناشطة وليست نائمة تهدد استقرار لبنان…

  • اغتيال المصور الصحافي والمواطن اللبناني جوزيف بجاني امام منزله وعائلته وفي بلدته وهو على وشك التوجه لعمله.. طبيعة الجريمة امنية ومن تنفيذ جهاز محترف، لن نستبق التحقيق وليس هذا واجبنا او دورنا ولكن استخدام كواتم صوت في عملية الاغتيال وسرقة الهاتف الذي يحمله المغدور… يعني ان هناك جهاز امني لديه عناصر مدربة ويمتلك ادوات الاغتيال واهمها كاتم الصوت وانه يسعى خلف المغدور للتخلص منه والاستيلاء على هاتفه للوصول الى ما بداخله…؟؟؟
  • مقتل عميد متقاعد من آل ابو رجيلي في بلدة قرطبا …
  • خلاف بين آل زعيتر وآل جعفر يتطور الى اطلاق نار وقذائف صاروخية… تطور خلاف فردي إلى اشتباكات مسلحة في حي الشراونة في بعلبك بين أفراد من عشيرتي جعفر وزعيتر، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية. وأشارت المعلومات الاولية الى إصابة رجل في سوق بعلبك برصاصة طائشة جراء الاشتباكات في حي الشروانة وتم نقله إلى المستشفى، كما أصيبت المواطنة ع. ع. خ. برصاصة طائشة في رجلها، ونقلت إلى “مستشفى الططري” للمعالجة. وتحركت دوريات الجيش باتجاه مدخل بعلبك الشمالي.
  • أفاد مراسل “لبنان ٢٤” باستقدام الجيش تعزيزات إلى بلدة بريتال البقاعية وذلك بعد وقوع اشتباكات عنيفة بالرصاص بين عائلتي آل صالح وآل طليس.
  • السلاح المتلفت يخطف ابن علي النهري المواطن قيصر دلول.. طلقتان أنهتا حياة والد لثلاثة أبناء…
  • أكد مراسل “​النشرة​” في ​البقاع​ أنه يتم ​إطلاق النار​ وقذائف في ​بلدة بريتال​، من قبل مطلوبين، احتجاجاً على محاولات تسليم ح. ط.، المتهم بقتل قيصر دلول في بلدة ​علي النهري​.
  • اشتباكات في حي السلم والليلكي والجيش يتدخل…. وقعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والقذائف في حي السلم عند موقف باصات “رقم 4″، وانتقلت فورا إلى حي آل زعيتر في الليلكي. وعلى الأثر، انتشرت قوة من الجيش في المنطقة، وعملت على إعادة الهدوء إليها وملاحقة مطلقي النار.
  • إشتباكات بالقذائف والأسلحة الرشاشة في الضاحية.. جو من الهلع والتوتر ساد في بعض أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت في ساعات متأخرة من ليل الجمعة، بعد إشتباكات بين أفراد من آل المقداد وأصحاب “مولدات الهادي” بالأسلحة الرشاشة وإطلاق قذائف “آر بي جي” في محلة تقاطع بئر العبد – الرويس المعروفة بـ(جسر الرويس).
  • انتحلوا صفة عناصر في “أمن الدولة”.. لصوص يسرقون منزلاً في بر الياس…. ذكر ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي أن لصوصاً متنكرين بملابس عسكرية، عمدوا إلى سرقة أحد المنازل في منطقة بر الياس. ووفقاً للمعلومات، فإنّ اللصوص المسلحين انتحلوا صفة عناصر من المديرية العامة لأمن الدولة، ودخلوا إلى منزل أحد المواطنين في برالياس، وقاموا بضربه مع زوجته وسرقوا 250 مليون ليرة ومجموعة من الذهب.
  • في صور.. إلقاء قنبلة صوتية وسقوط جريح…. أقدم اللبناني (و. ج.) وهو يقود سيارته، على رمي قنبلة صوتية امام حلويات البحصلي في مدينة صور، ما ادى إلى اصابة اللبناني (ع. م.) وتم نقله الى مستشفى جبل عامل.
  • أقدم مسلحون ملثمون يستقلون “جيب شيروكي – خمري”، ذات زجاج داكن من دون ارقام، على خطف المواطن…. وباشرت القوى الامنية تحقيقاتها وتحرياتها عن الجهة الخاطفة.
  • خطفُ رجل أعمال في البقاع… أقدم مسلحون مجهولون على خطف رجل الأعمال عدنان دباجة من بلدة القرعون، بعد إعتراض سيارته على طريق عام كفريا في البقاع الغربي وتواروا عن الانظار من دون أن تعرف وجهتهم. وعلى الفور، تحرّكت الأجهزة الأمنية لتعقب الخاطفين ومعرفة مصير دباجة.
  • بعد الاشتباك بين عشيرة ناصر الدين والجيش السوري…بيان عشيرة آل ناصر الدين حول آخر الأحداث في المنطقة الحدودية… تستنكر عشيرة آل ناصر الدين الإعتداء على القوات السورية ضباطاً وافراداً والشهداء الذين سقطوا هم شهداء سوريا ولبنان، وشهداء عشيرتنا. ما يجمعنا مع سوريا الاسد لم يكن يوماً رهن إشكالية من هنا او هناك ، إنما كان مبني على التاريخ المشترك وروابط الاخوة وحقوق الجار.. كما إننا نطالب الأجهزة الامنية اللبنانية لبسط سيطرتها وتحمّل مسؤولياتها على الحدود..؟؟؟؟؟..

نكتفي بهذا التعداد البسيط من الجرائم والاشتباكات بمختلف انواع الاسلحة وحتى الصاروخية منها… ومع ذلك لم يلحظ هؤلاء الاعلاميون او السياسيون الممانعون اية خطورة فيها على السلم الاهلي واستقرار الوطن..كذلك اطل وزير الداخلية محمد فهمي ليقول ان الامن ممسوك..؟؟؟ وهو ايضا كان سبق له ان انضم الى جوقة التحذير من الخلايا النائمة متجاهلاً كسواه هذه الخلايا الناشطة والمستيقظة للاعتداء على المواطنين وتهديد حياتهم وارزاقهم ، ويلاحظ القاريء المتابع ان مختلف البيانات الامنية التي تعقب المواجهات والصراعات المسلحة تنتهي بالتدخل واعادة الهدوء وملاحقة المسلحين لا اعتقالات ولا تحديد مسؤوليات…؟؟؟؟

من ينشر السلاح ويحمي الفوضى يريد ان يبقى لبنان ساحة صراع ومواجهات وليس وطن استقرار ونمو اقتصادي واجتماعي….

لذلك يتم تجهيل وتجاهل للخلايا الناشطة مقابل الترهيب من الخلايا المجهولة…ربما لان قادم الايام خطير جداً..؟؟؟؟ وهذا لا يعني ان البؤر الارهابية قد لا تكون موجودة… لكن الارهاب له تعريف واحد وممارسات تتشابه بالشكل والمضمون والاهداف سواء مارستها خلايا يقظة ناشطة او خلايا نائمة لا زالت في حالة سبات..؟؟؟

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها