ترك الإنجيل جانباً

لمعت ملامح بشير الجميّل الرئاسية عندما استطاع أن يقدّم المنطقة المسيحية منطقة مستقرة في بلد بحالة حرب، وعندما نجح في تحويل القضية اللبنانية الى المرتبة الأولى لدى المجتمع الدولي قبل القضية الفلسطينية، مصراً على عدم ربط أزمة لبنان بأزمة الشرق الأوسط، بل رفعها الى مستوى أزمة عالمية. خلق بشير الجميّل حالة قوة عند المسيحيين بوجه الفلسطينيين والسوريين مختلفين ومتفقين، هذه الحالة جعلت فيليب حبيب يقول لرئيس مكتب القوات اللبنانية في واشنطن ألفرد ماضي: كونوا أقوياء، لو لم تكونوا كذلك لما حاورناكم، ابقوا أقوياء والباقي يأتي تباعاً. عرف بشير كيف يستحصل على التأييد المطلق للمؤمنين بقدرته على بناء الدولة، والعداء المطلق عند خصومه المستفيدين من اللادولة. هذا الطالب العادي الخجول صار قائد ثورة ورئيس جمهورية، قال عنه كميل شمعون: بشير سرّ أبيه، رجل مؤمن لكنه ترك الانجيل جانباً.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها