play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠٢٢ - 07:44

المصدر: صوت لبنان

تعاسة الفقراء بدل سعادة السفراء

كنا نلقبّهم سعادة السفراء صاروا تعاسة الفقراء. لم يعد أحد أفضل من أحد لا في لبنان ولا في المهجر. لا خفير ولا سفير، فقط الأمير ينعم بأموال الأجير والفقير لأن الملك قرر تحويل القفير لحسابه، قرر تحويل جيش النحل لخدمته في أعمال سخرة. لو كان ملوك السياسة والطوائف محترمين لحماهم الشعب بروحه ودمه، كما يفعل النحل الذي يفرز خلال رحيله الى البساتين فرقة لحماية الملكة. ولو كان الملوك يعملون للبنان، لرقص لهم الشعب رقصة الهز
‏Waggle Dance التي يتقنها النحل لارشاد الآخرين الى الخلاص ومكان اللقاء.
أتكلم عن الآدميين وعن البني آدميين، وليس عن الملاعين أصحاب الملايين. صار حامل اللوحة الديبلوماسية فقيراً وسفيراً للادولة. لادولة أولاً بسببب مصادرة السيادة، أو التخلي عنها، أو حتى المسايرة بها، وفي الحالات الثلاث، نحن أمام جريمة كبرى تستدعي المحاكمة، وبالتأكيد ليس أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. صار العرقوب والمخيمات وفتح لاند ذكريات من الماضي الجميل قياساً الى الحاضر البائس اليائس. لا دولة ثانياً بسببب الانهيار المالي-الاقتصادي الناتج عن السبب الأول السياسي السيادي. صار لبنان الليلرة، لبنان اللولرة، أما الدولرة، فكانت عملة صعبة وصارت عملة مستحيلة، ولأنها كذلك، الأفضل نفسياً أن تمنعوها، أن تلعنوها، أن تحجروا عليها، أن تفرضوا رسماً على مالكيها، وغرامة على عابديها، وحبساً على محتكريها.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها