بيار ساروفيم

الجمعة ٢٩ كانون الثاني ٢٠٢١ - 13:17

المصدر: Lebanon Debate

تعدَّدت الأسباب والمسؤول واحد!

يرى مصدر كتائبي بارز، أن “السجال في شأن الأسباب التي تقف وراء ما شهدته مدينة طرابلس خلال اليومين الماضيين من أعمال عنف وشغب وإحراق مؤسسات ومقرات رسمية هو مجرد مضيعة للوقت”.

فسواء كان السبب هو الجوع الذي تعاني منه شريحة واسعة من أبناء المدينة، أو نية التخريب الذي تلجأ إليه جهات لا تعيش إلا على الفتنة والحروب، فإن المسبب واحد والمسؤولية تقع عليه حصراً.

فالجوع سببه غياب السياسات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تسمح لدورة اقتصادية طبيعية بأن تقوم في طرابلس ولبنان، فتأتي الاستثمارات والتوظيفات وتنشأ المؤسسات وفرص العمل، وتخف نسبة البطالة، ويؤمن أرباب العائلات المداخيل التي تسمح لهم بالحد الأدنى من الحياة الكريمة… ومسؤولية وضع هذه السياسات تقع على السلطة المتمثلة في المنظومة المتحكمة بالقرار التي لا تبحث إلا عن تسويات تسمح لها بالبقاء في مواقعها الرئاسية والوزراية والنيابية الادارية، وصفقات تمكنها من مضاعفة ثرواتها وثروات أتباعها على حساب حقوق الناس في أبسط الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية والاستشفائية والإسكانية الخ!

أما التخريب وبمعزل عن القائمين به فهو أيضاً مسؤولية السلطة!

فإذا كان التخريب ردة فعل شعبية، فإن ذلك سببه قطع منظومة السلطة الطريق أمام الناس من أجل التعبير عن آرائهم وتحديد خياراتهم بالأساليب الديموقراطية الصحيحة.
وإذا كان التخريب من صنع مندسين ومخربين ينفذون أجندات مشبوهة، فالمسؤولية كذلك تقع على منظومة السلطة التي توجه عمل الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية نحو قمع المعارضة السياسية والشعبية وناشطي المجتمع المدني والإعلام والإعلاميين بدل العمل على حماية مكونات الحياة الديموقراطية في لبنان.

والأخطر من كل ذلك، أن يكون التخريب من صنع جهات في منظومة السلطة في إطار ممارسة الضغوط المتبادلة في ما بين هذه الجهات لتعزيز الحصص في التسوية الحكومية الجديدة التي يسعون إليها على حساب وجع الناس وجوعهم وكرامتهم!

من هنا يقول المصدر الكتائبي المسؤول: “تعددت الأسباب والمسؤول واحد”، وبالتالي فأن الحل لطرابلس وكل لبنان يبدأ برحيل هذه السلطة، واستبدال رموزها الحزبية والسياسية والأمنية والعسكرية والأقتصادية، بحكم رشيد وآلية دستورية لعمل مؤسساتي تحت سقف القوانين، بعيداً عن التفسيرات المشبوهة، والاجتهادات الوصولية، والصفقات والسمسرات المالية، والحملات الدعائية التي لم تعد تنفع في تلميع صورة من لفظهم الشعب وباتت ارتكاباتهم في حق لبنان وشعبه ومؤسساته وخزينته حديث المجتمعين العربي والدولي!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها