سمير سكاف

الخميس ٢٧ كانون الثاني ٢٠٢٢ - 12:42

المصدر: صوت لبنان

تقسيم الحل قبل حل “التقسيم”! وسيادة “مذهبية” في غياب السيادة الوطنية!

لا أحد “يمون” على ح-ز-ب ا-ل-ل-ه، إلا بمقدار ما يقوم الحزب بتفويضه به. فلا الحليف، ولا حليف الحليف، ولا أي رئيس للجمهورية أو للحكومة، ولا حتى لمجلس النواب (ما لم يكن مفوضاً)… يلزم ح-ز-ب ا-ل-ل-ه بالتهدئة مع دول وقادة الخليج العربي. فالمعركة بالنسبة للحزب هي مذهبية بالأساس، واستطراداً، عربية – فارسية.

والكل يدرك أن لا مشكلة للحزب بالتراجع عن موقف لا يعجبه. كما فعل بعد توقيعه على اتفاق بعبدا، بخروج رئيس كتلته النيابية محمد رعد ليقول للّبنانيين: “نقعوه واشربو مايتو”! فكيف بالأحرى، بخصوص الورقة الكويتية، التي ستستهدف، برأيه، إلغاءه! فأي موقف رسمي أو غير رسمي بشأنها، سيكون جوابه “المهذب” وبالحد الأدنى “نقعوها واشربو ميتها”! فح-ز-ب ا-ل-ل-ه سيتابع هجماته ضد السعودية والامارات والباقين في الخليج، “شاء من شاء وأبى من أبى”! ح-ز-ب ا-ل-ل-ه، المتحصن بالحليف الرئيس، وبأي رئيس مقبل حليف أو غير معادٍ له بالحد الأدنى، مطمأن أن لا شيء في الداخل قادر على إلزامه بقبول ما لا يريده من مقررات سياسية، أياً يكن حجمها، بتهديده المستدام “ب 100.000 مقاتل”!

“مقاومة” مدنية أم ورقة تفاوض على طاولة المحاور!

الأفق في الداخل مسدود اذا رفض الشعب اللبناني أن يقاوم مدنياً! وإلا فالحل مرهون باتفاق اقليمي دولي شامل، أميركي – روسي، أميركي – إيراني، سعودي – إيراني… بعدها، يمكن الأمل بانفراج ما! أي أن ح-ز-ب ا-ل-ل-ه، بشكل أساسي، حوّل لبنان الى مجرد ورقة تُرمى على طاولات المفاوضات، بدلاً من أن يكون لبنان جالساً على تلك الطاولات! ومن الأفضل للديبلوماسيات العربية والدولية التفكير بمنطق مخالف عن اقناع “الدولة” اللبنانية، التي يسيطر عليها ح-ز-ب ا-ل-ل-ه، بتبني مواقف ضده! لتجنب الاصطدام الدائم بالجدار نفسه! وقد تكون هذه الديبلوماسية الجديدة هي ما يُثار من تقسيم للحل، أو حل لقسم من لبنان. أي سيادة لبنان على أراضيه “المسيحية والدرزية والسنية”، وانتقاص للسيادة على الأراضي “الشيعية”! والله أعلم في أي ورطة سيدخل عندها لبنان! فسيادة لبنان تكون كاملة، أو لا تكون! “هذه هي الجغرافيا، وهذا هو التاريخ”!

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها